تطعيم الأطفال

تطعيم الأطفال

صحتنا هي أغلى ما نملك، لا سبيل للتفريط فيها. والمحافظة على صحتك واجب عليك، فما بالك إذا كان الأمر مسألة حياة أو موت مثل الأمراض الخطيرة. هل من الممكن التهاون في أمر كهذا؟ بالطبع لا. وعلى مدار الزمن لطالما كانت تظهر أمراض تفتك بحياة الإنسان، فتتضافر الجهود من العلماء والأطباء لإيجاد علاج لها. لكن ماذا لو تمكننا من منع المرض من أن يصيب الإنسان من البداية؟  بالطبع من هنا جائت أهمية تطعيم الأطفال لنقضي على المرض قبل حتى أن يصيبنا. ولذلك يخضع الطفل منذ يومه الأول إلى مجموعة من التطعيمات المختلفة لحمايته من بعض الأمراض الفتاكة.

فكرة آلية التطعيم

يعتمد التطعيم على جهاز المناعة، ولكي نعلم كيف يعمل التطعيم على حماية الجسم يجب أن نعرف أولًا كيف يعمل الجهاز المناعي بشكل عام.

عندما يصاب الجسم بميكروب مثل الفيروسات المختلفة أو البكتيريا يبدأ الجهاز المناعي في النشاط وتعمل خلاياه على القضاء عليه عن طريق خلايا الدم البيضاء بالطرق الآتية:

  1. تعمل بعض الخلايا على التعرف على هذا الجسم الغريب سواء كان بكتيريا أو فيروس.
  2. تقوم هذه الخلايا بتدمير الجسم الغريب ثم تعرض أجزاء منه على سطحها، تسمى هذه الأجزاء أنتيجينات.
  3. تأتي مجموعة أخرى من الخلايا وتتعرف على هذه الأنتيجينات، فيقوم بعضها بإفراز مواد كيميائية تقتل هذه الأجسام الغريبة بينما تكون مجموعة أخرى من الخلايا المناعية أجسام مضادة للأجسام الغريبة تقوم بدورها بقتل هذه الأجسام.
  4. هناك مجموعة من الخلايا المناعية، تسمى خلايا الذاكرة، بتخزين معلومات أنتيجينات هذا الجسم الغريب حتى إذا ما أصاب الجسم مرة أخرى يستطيع الجسم التعرف عليه والقضاء عليه بسرعة شديدة. تظل هذه الخلايا في الجسم لسنوات طويلة وقد تظل ساكنة فيه طوال العمر.
  5. عندما يصيب نفس الفيروس أو البكتيريا الجسم مرة أخرى تتعرف عليه خلايا الذاكرة فتنشط بقية الخلايا المناعية لتقوم بإفراز المواد القاتلة للجسم الغريب والأجسام المضادة له بسرعة شديدة، قبل حتى أن تظهر أعراض المرض. ويعرف هذا التفاعل للجهاز المناعي بالاستجابة المناعية الثانوية.

محاكاة العدوى

تعتمد فكرة التطعيم على خداع الجهاز المناعي إذ يتم حقن الجسم بأنتيجينات البكتيريا والفيروسات التي تسبب المرض الذي يُراد التطعيم منه.

تتم هذه الطريقة بالطبع بدون أن نحقن البكتيريا أو الفيروس نفسهما وإلا نكون قد تسببنا في إصابته بالمرض بدلًا من أن نقيه منه.

ولكن نقوم بحقنه بميكروبات غير نشطة أو أجزاء منها فقط. عندما يجد الجهاز المناعي هذه الأنتيجينات الغريبة عن الجسم يتعرف عليها ويكون لها أجسامًا مضادة مثلها مثل أي عدوى عادية بالرغم من أنها لا تشكل خطرًا على الجسم.

كيف عسى لذلك أن يفيد الجسم بأي حال؟ حسنًا، ما نريده هنا ليس تلك الأجسام المضادة أو القضاء على الأنتيجين، لكن ما نريده هو خلايا الذاكرة التي يكونها الجهاز المناعي.

ستقوم هذه الخلايا بحفظ المعلومات الخاصة بهذه الفيروسات أو البكتيريا طوال العمر.

فإن غزا الجسم هذا الميكروب مرة أخرى يقوم الجسم بالتعرف عليه فورًا وتكوين أجسام مضادة له بسرعة كبيرة فيقضي على المرض قبل أن يبدأ في إحداث ضرر للجسم.

أي أننا نخدع الجهاز المناعي للجسم ونجعله يقوم باستجابة مناعية ثانوية عند تعرضه للفيروس أو البكتيريا للمرة الأولى.

فلا يتسنى للمرض أن يفتك بجسم الإنسان أو تظهر حتى أعراض المرض.

تطعيم الأطفال

تتم عملية التطعيم بشكل دوري للأطفال، حيث يتم تطعيمهم ضد الأمراض المعدية الخطيرة وفقًا لجدول زمني محدد خلال مراحل عمرية مختلفة.

وقد يختلف هذا الجدول وما يتضمنه من تطعيمات حسب المكان والأمراض المنتشرة فيه، وقد يضاف لقاحات جديدة مع زيادة الأمراض.

الجدول الزمني للتطعيمات الواجب حقن الأطفال بها:

عند الولادة

يجب أن يتم حقن الطفل بتطعيم ضد الالتهاب الكبدي ب خلال 24 ساعة ممن ولادته.

لكن إذا كان وزن الطفل صغيرًا فمن الممكن تأجيل الجرعة خلال الشهر الأول.

من الشهر الأول للشهر الثاني

بعد إعطاء جرعة التطعيم ضد الالتهاب الكبدي ب بشهر أو بشهرين ينبغي أن يعطى الطفل جرعة ثانية من التطعيم.

تطعيمات سن الشهرين

على الطفل أن يتناول تطعيم ضد أمراض الشاهوق والخناق والكزاز.

مرض الخناق يأتي من بكتيريا تسمى الديفتيريا، تصيب هذه البكتيريا الحلق وتسبب مشاكل في عملية التنفس.

أما مرض الكزاز يأتي بسبب سم بكتيريا معينة تدخل الجسم من خلال الجروح الملوثة مما يؤدي إلى حدوث ضرر في الأعصاب.

وبالنسبة للشاهوق فهو مرض يصيب الجهاز التنفسي، يسبب له ضررًا شديدًا خصوصا للأطفال ما دون العام.

كما يأخذ هؤلاء الأطفال تطعيمًا ضد الإنفلونزا المستديمة ولقاح شلل الأطفال.

ثم يتناول لقاح المكورات الرئوية ولقاح الروتا.

عند سن أربع شهور

جرعة ثانية من نفس اللقاحات السابقة.

في سن ستة أشهر

جرعة ثالثة من نفس اللقاحات السابقة ماعدا لقاح شلل الأطفال. بعد بلوغ الطفل ستة أشهر، ينصح أن ينال لقاح الإنفلونزا كل عام .

تطعيمات أخرى بعد ستة أشهر

بعد بلوغ الطفل ستة أشهر تستمر معه  عملية التطعيم من الأمراض كما يلي:

من الشهر السادس حتى يبلغ الطفل عام ونصف

في هذه المرحلة. يجب أن يتناول الطفل تطعيمًا ضد الالتهاب الكبدي ب مرة أخرى. كذلك يأخذ تطعيمًا ضد شلل الأطفال.

بعدما يبلغ الطفل عامه الأول

ينبغي أن يتناول لقاح الإنفلونزا المستديمة مرة أخرى.

من الضروري أيضًا أن يتناول ما يسمى بالمطعوم الثلاثي الذي يقي من الإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية والتهاب الغدة النكافية.

ثم يأخذ الطفل جرعة أخرى من لقاح المكورات الرئوية.

من التطعيمات الواجب تناولها تطعيم مضاد لأحد الأمراض المشهورة وهو مرض الجديري.

خلال العام الثاني

وقبل حلول العام الثالث على طفلك، احرصي على أن يكون قد حصل على تطعيم ضد الالتهاب الكبدي أ وكذلك حصل على جرعة أخرى من لقاح الشاهوق والخناق والكزاز.

من العام الرابع وحتى يبلغ ست سنوات

على الطفل أن يتناول اللقاحات الآتية: لقاح الشاهوق والمطعوم الثلاثي وشلل الأطفال والجديري مرة أخرى.

خلال العام الحادي عشر

يعطى مصل ضد فيروس الورم الحليمي البشري على جرعتين يفصل بينهما ستة أشهر أو عام.

يمكن لهذا التطعيم أن يؤخذ في سن التاسعة ولكن حينها يعطى على ثلاث مرات يفصل بين المرة والأخرى ستة أشهر، يحمي هذا اللقاح من بعض أنواع السرطان.

يجب أيضًا أن يتناول لقاح المكورات السحائية المدمج، مرة في العام الحادي عشر ومرة في العام السادس عشر.

من العام السادس عشر حتى الثامن عشر

يعطي لقاح المكورات السحائية للمجموعة المصلية بي للأطفال أو للمراهقين على جرعتين أو ثلاث جرعات، يعتمد عدد الجرعات على الصنف أو العلامة التجارية.

يعطى لقاح المجموعة المصلية بي بحرية بواسطة الطبيب، على عكس لقاح المكورات السحائية المدمج الذي يعد موصى بس بشكل عام.

حالات خاصة:

اللقاح المضاد للالتهاب الكبدي أ يوصى به للأطفال ذوي العامين أو أكبر وللبالغين الذين تعد فرصة اصابتهم بالمرض عالية.

هذا يتضمن الذين يعيشون في مناطق أو يسافرون لمناطق يرتفع بها معدلات الإصابة بالالتهاب الكبدي أ أو الذين قرروا تبني أطفال من مناطق كهذه.

بالإضافة إلى الذين يعانون من خلل في عملية التخثر والمصابين بمرض كبد مزمن.

يمكن إعطاء اللقاح لأي شخص يريد الحماية من المرض، ويعد أيضًا مفيدًا للعاملين في منشئات رعاية الأطفال لمساعدتهم على تجنب التقاط المرض.

المطعوم الثلاثي الخاص بالحصبة والحصبة الألمانية والتهاب الغدة النكافية

يمكن إعطاءه للأطفال في عمر 6 أشهر إن كان على وشك السفر دوليًا.

إن تم إعطاء هذا الطفل جرعة من أجل سفره فمازال عليه أن يعطى الجرعات المطلوبة في سن ما بين 12 و15 شهر، و بين العامين الرابع والسادس له.

يمكن إعطاءه الجرعة الثانية بعد حوالي أربعة أسابيع بعد المرة الأولى إن كان سيكرر سفره ومازال في خطر من الإصابة.

في حالات كحالات تفشي مرض النكاف، إن تواجد الأطفال بسن أكبر من عام واحد في اتصال قريب من أناس مصابين فلا بد له أن يتلقى جرعة من اللقاح فورًا مهما كان عدد الجرعات التي أخذها مسبقًا.

لقاح الإنفلونزا المستديمة

له أهمية خاصة بالنسبة للأطفال المعرضين للإصابة بمشاكل صحية بسبب الإنفلونزا.

هذا يتضمن الأطفال الأصغر من 5 سنوات وأي طفل يعاني من من حالات طبية مزمنة كالربو ومرض فقر الدم المنجلي وفيروس نقص المناعة أو مشاكل بالقلب.

لقاحات المكورات السحائية

يمكن أن يعطى للأطفال المعرضين للإصابة بأمراض الأغشية السحائية وهم يبلغون ثمانية أسابيع فقط. مثلًا.

الأطفال الذين يعانون من أمراض مناعية معينة أو أولئك الذين يعيشون في مناطق ينتشر فيها مرض التهاب الأغشية السحائية أو سينتقلون إلى مكان كهذا، يجب أن يتناولوا اللقاح.

لقاحات المكورات الرئوية

يمكن أيضَا أن تعطى للأطفال أكبر من سن عامين، هؤلاء الأطفال الذين يعانون من أمراض تؤثر على جهازهم المناعي مثل مرض الإيدز أو مرض مزمن في القلب أو مرض مزمن في الرئة.

صحة أطفالنا لا تهاون بشأنها. لذلك علينا أن نحرص على تطعيمهم وفقًا للشروط المذكورة والمتابعة مع طبيب أطفال كذلك.