الرئيسية > الحياة والمجتمع > تعريف المدرسة

تعريف المدرسة

إذا نظرنا بتمعن إلى المدرسة نجد أن لها دور كبير جدا في تنشئة الأجيال الأمر الذي يؤهلهم ليكونوا أفراد صالحين في المجتمع، فالمدرسة هي مكان التعليم والتعلم الأمر الذي يجعلها أولى خطوات التربية التي يتعرض لها الأجيال لذلك نجد أن إسم التربية مقترن دائما بالتعليم. تهدف المدرسة دائما إلى غرس قيم راسخة فكريا واجتماعيا ومباديء سامية في الاتجاهات الفكرية لدى الأفراد من أجل بناء مجتمع قوي. كانت المدرسة في البداية مباحة للذكور دون الإناث وأيضا للأغنياء دون الفقراء، ولكن بحلول القرن العشرين لم يعد هذا الفكر موجود حيث كان عصر إقبال الجماهير الغفيرة على التعلم الأمر الذي من الممكن أن نطلق عليه نقطة التحول في تاريخ الانسانية، حيث أصبحت المدرسة مباحة للجميع وأصبحت المعرفة لا تقتصر على فئة بعينها، أصبح الجميع يسلكون كل السبل من أجل المعرفة لا فرق بين غني أو فقير ولا بين ذكر أو أنثى وبذلك تعددت المدارس وانتشرت واختلفت أنواعها وأهدافها ما بين العام والخاص.

ما هي المدرسة

يرتبط لفظ المدرسة الذي يعود إلى الأصل اليوناني Schole بتربية الأطفال والمراهقين فكريا وحسيا وأخلاقيا بما يتوافق مع متطلبات الزمان والمكان. كان دور المدرسة في الماضي يقتصر على عملية التعليم فقط، ولكن مع تطور المجتمعات أصبحت المدرسة تؤدي دورا اجتماعيا وتربويا بجانب دورها التعليمي. تلعب المدرسة دورا هاما في نقل القيم الثقافية والاجتماعية والأخلاقية للأطفال الأمر الذي يؤدي إلى تشكيل شخصياتهم من أجل الاندماج في البيئة والوسط المحيط. ويمكن القول أن المدرسة عبارة عن مؤسسة هدفها الرئيسي تأهيل العنصر البشري اجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا وتربويا وتعليميا وفق خطة منظمة يتم تحديدها حسب ثقافة المجتمع الموجودة فيه. فمن الممكن القول أن المدرسة عبارة عن وسيلة يتعرف الفرد من خلالها على ذاته ومجتمعه، يتم قياس مدى تحقيق المدرسة لوظائفها عن طريق التغير الذي يحدث في سلوك الأفراد. وقد كان لزاما على المدرسة أن تتماشى مع العصر الذي تعيش فيه من أجل تخريج أفراد عاملين متفهمين لمشاكل المجتمع.

وظائف المدرسة

للمدرسة عدة أدوار ووظائف مختلفة للتأثير على سلوك الأفراد تأثيرا منظما من قبل المجتمع.

يتم النظر إلى المدرسة كمؤسسة اجتماعية إلى جانب الأسرة ولكنها أكثر شمولا من الأسرة وذلك لأنها تقوم بعدة وظائف تبعا لتعدد أهداف واغراض العنصر البشري فمنها الوظائف التربوية والاجتماعية والتعليمية والأمنية والإرشادية والثقافية والأيديولوجية وغيرها. وبالتالي فإن للمدرسة وظائف لا حصر لها، هنا بعض أهم هذه الوظائف:

1. الوظيفة التعليمية

الوظيفة التعليمية تعتبر أول الوظائف التي تقوم بها المدرسة حيث تعمل على تعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب كما تعمل على تزويدهم بالمعرفة التاريخية والدينية والعلمية واللغوية، وذلك عن طريق برامج معينة يتم تحديدها ويختلف محتوى هذه البرامج تبعا لاختلاف المرحلة التعليمية، حيث تعمل خلال كل مرحلة على اكساب التلاميذ مهارات جديدة مثل تزويدهم بالأسلوب العلمي في البحث والدراسة والتفكير وكذلك امدادهم بالقيم المتعلقة بالحضارة والعقيدة وحقوق الانسان الأمر الذي يجعل المدرسة العامل الأول الذي يدخل في تكوين شخصية الفرد وانخراطه في الحياة العامة.

2. الوظيفة التربوية

التعليم دائما يكون مرتطا بالتربية، ولكي تؤدي المدرسة دورها المثالي فلا بد أن تؤدي وظيفتها التربوية قبل وظيفتها التعليمية، حيث أنها وظيفة أساسية تلزم لتربية الأطفال تربية سليمة تساعد الأطفال على احترام مجتمعاتهم، وبالتالي أصبحت المدرسة لا تكتفي بنقل المعلومات وحشو العقل بالمعرفة فقط بل أصبحت تهتم بتربية العقل والجسد وغرس القيم الإنسانية التي تتماشى مع متطلبات المجتمع. ولهذا أصبحت المدرسة بيئة تربوية يمكن أن ينشأ فيها الطفل صحيح الجسم والعقل، متزن الشخصية، ويستطيع معرفة حقوقه وواجباته تجاه المجتمع والأفراد. من الممكن القول أن صلاح المجتمع ينبع من صلاح المدرسة كما يمكن التحكم في سلوك أفراد المجتمع من خلال المدرسة والتي تعتبر بمثابة الأم لأفراد المجتمع.

3. الوظيفة الاجتماعية

لقد ساهمت المدرسة على مر التاريخ في غرس قيم المجتمع وتحقيق أهدافه من خلال التأثير في سلوك الافراد، وبالتالي فإنه يجب النظر إلى المدرسة على أنها المجتمع برمته وكذلك يجب النظر إليها على أنها اساس كل تطور أو تغيير يحدث في المجتمع. وقد أكدت الدراسات أن السلوك الاجتماعي للأفراد يتغير عن طريق النشاطات المختلفة التي يتم ادخالها في المناهج وأيضا عن طريق تعليم الطلاب كيفية إيجاد حلول مناسبة للمشكلات التي يعاني منها المجتمع. وبالتالي فإن المدرسة لها دور كبير في تخريج الطاقات التي لها القدرة على قيادة المجتمع وحل مشكلاته.

علاقة المدرسة بالأسرة

لا يجب أن يكون العامل المشترك بين المدرسة والأسرة هو الطفل فقط، ولذلك يجب على الأسرة مشاركة المدرسة في عملية التربية والإعداد وذلك لأن الهدف في النهاية يكون واحدا وهو الطفل نفسه. وعلى الرغم من التغيرات التي حدثت في الآونة الأخيرة من الناحية الاجتماعية فإن تربية المدرسة ما هو إلا إمتداد لتربية الأسرة، وبالتالي فإن المدرسة تراعي العوامل المختلفة التي كانت تحيط بالطفل في المنزل. ونتوصل في النهاية أنه لا بد من التعاون بين المدرسة والاسرة حتى يتم إدراك العوامل المختلفة التي تدخل في تكوين شخصية الطفل حيث أن المدرسة والأسرة هما الوسائل الأساسية التي يمكن من خلالها غرس القيم التربوية والإجتماعية داخل الفرد.