الحمل الطبيعي يستمر لمدة 39 أسبوع على الأقل، وأي شيء يساعد على إسراع عملية الولادة فهو أمر غير محبذ، حيث أن الولادة الطبيعية تحدث بانقضاء هذه المرحلة تماما حيث يتم اكتمال الجنين بشكل كبير، كما أن وضعية الجنين أيضا بعد انقضاء هذه المدة تساعد على تسهيل عملية الولاد. كما أن عملية الولادة تعد تجربة جسدية ونفسية صعبة جدا على المرأة، لذلك يجب على المرأة فهم مراحل الحمل والولادة بعناية شديدة حتى يمكنها أن تمر هذه المرحلة عليه بطريقة سهلة على قدر الإمكان. عملية الولادة تختلف من امرأة لأخرى، حتى نفس المرأة تختلف عملية الولادة الأولى عن الثانية، فكل عملية ولادة تُعد تجربة منفردة بذاتها.
عملية الولادة تمر بثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: تبدأ بانقباض وانبساط عضلات الرحم بشكل مستمر، وهذا يساعد على ازدياد سمك عنق الرحم فيتوسع ليخرج الجنين في نهاية هذه المرحلة. قد تستمر هذه المرحلة من ساعات إلى أيام حسب حالة الولادة.
- المرحلة الثانية: عندما يتسع عنق الرحم بشكل كامل، يخرج الجنين من قناة الولادة.
- المرحلة الثالثة: تنتهي بخروج المشيمة من عنق الرحم.
فهم هذه المراحل الثلاث بتفاصيلها يساعد المرأة على تقبلها والتعامل مع كل مرحلة بما يناسبها، ويقلل من حدة توتر المرأة قبل الولادة إلى حد كبير. لذلك سنحاول عرض بعض النصائح التي ستساعدك على تسهيل وقت الولادة وتعمل على التقليل من الآلام المرتبطة بمرحلة المخاض:
أولا: الأطعمة والمشروبات التي تساعد على تيسير عملية الولادة
القرفة:
ينصح بتناول شاي القرفة عند الاحساس باقتراب موعد الولادة ( عند بداية المخاض) القرفة تساعد على زيادة تقلصات الرحم وتحمية الطلق.
التمر:
ينصح بتناول التمر ليس فقط في فترة المخاض ولكن منذ بداية الحمل والشهور الأخيرة من الحمل لأنه يساعد على تسهيل عملية الولادة بشكل كبير وذلك للأسباب التالية:
- يحتوي على كمية كبيرة من السكريات، فيمد المرأة بالطاقة أثناء عملية الولاد.
- يحتوي على الألياف التي تقوم بتنظيف القولون.
- يوجد به كمية كبيرة من الفيتامينات كالفسفور والكالسيوم والحديد، وبما أن المرأة الحامل تفقد جزء كبير من هذه الفيتامينات والمعادن أثناء عملية الولادة، لذلك يعتبر التمر مهم جدا في الفترة الحالية.
- يحتوي التمر ايضا على هرمون البيتوسبن، الذي يقوم على تنظيم عملية الطلق أثناء الولادة، ومحاولة تقليل حدوث نزيف أثناء وبعد الولادة.
ولا ننسى قول الله تعالى ” وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا” توصية للسيدة مريم بأكل التمر أثناء عملية ولادة سيدنا عيسى عليه السلام.
ثانيا: الزيوت الطبيعية:
هناك الكثير من الزيوت الطبيعية التي تساعد على تسهيل مرحلة المخاض وأيضا أثناء الولادة، سوف نتناول هذه الزيوت بشكل مفصل الأن:
-
زيت الزيتون:
يعتبر زيت الزيتون ملين طبيعي للمرأة قبل عملية الولادة لتنظيف المعدة بدل من استخدام الحقن الشرجية أو الملينات الصناعية. يمكنك استخدام زيت الزيتون كمساج وتدليك جسم المرأة الحامل وخصوصا أسفل الظهر وعنق الرحم فإنه يعمل على سهولة خروج الجنين، لكن يتم هذا قبل ظهور عملية الولادة وليس أثناء، لأنه يمكن أن يضر الجنين.
-
زيت الخروع:
يتم استخدامه كملين أيضا، كما أنه يعمل على زيادة سرعة الانقباضات.
-
زيت المريمية العطري
يستخدم لتدليك وعمل مساج أيضا لجسد المرأة الحمل قبل عملية الولادة.
-
زيت زهرة الربيع المسائية
يمكن شرب هذا الزيت مباشرة في الشهر الأخير من الحمل، ويمكن أيضا وضعه على الملابس الداخلية لتوسيع عنق الرحم.
-
زيت الماندرين
يعمل على زيادة الإحساس بالاسترخاء من خلال عمل التدليك أو الاستحمام به أيضا.
-
زيت زهرة الربيع المسائيّة
يوجد على شكل كبسولات، فيمكن تناوله مباشرة حيث أنه يقوم بتقوية عضلة الحوض، وتسهيل عملية الولادة.
ثالثا: الأعشاب الطبيعية
هناك الكثير من الأعشاب الطبيعية التي تساعد على تيسير عملية الولادة ولا يوجد لها ضرر حيث أنها طبيعية ولا تحتوي على أي مواد كيميائية، منها التالي:
-
الزنجبيل والقرفة والكمون
تحتوي هذه الأعشاب على مواد تساعد على انقباض وانبساط الأوعية الدموية، وتوسيع عضلة الحوض وعنق الرحم وبالتالي تسهيل عملية الولادة. يمكن شرب الماء المغلي مع هذه الأعشاب أو مع الحليب أيضا، يمكن شرب 4 أكواب منه، لكن لا ينصح بشربه للسيدات التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم.
- اليانسون والبابونج
تعتبر من المهدئات الطبيعية التي تعمل على زيادة الإحساس بالاسترخاء وتقليل التوتر، كما أنها أيضا تساعد على توسيع عنق الرحم أثناء الولادة.
-
شاي اوراق توت العليق
يوجد له عدة فوائد بشكل عام، حيث أنه يعالج أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، يقلل نسبة حدوث إجهاض، يرتفع مستوى الخصوبة لدى المرأة، وأثناء الولادة يقلل مدة عملية الولادة، ويزيد من انقباضات عضلة الرحم.
- نبات كف العذراء
يعمل على تقليل حدوث نزيف بعد عملية الولادة، يساعد على زيادة الحليب في صدر الأم، كما أنه يساعد على تنظيم الدورة الشهرية. يتم تسميته أيضا بكف مريم.
- المريمية
عشب المريمية يحتوي على هرمون الاستروجين، الذي عمل كمسكن لألم الولادة.
- الريحان
يمكن تناول الريحان مع الشاي أو إضافته إلى الوجبات الغذائية، حيث أنه يعمل على تسهيل عملية الولادة.
- العرقسوس
يمكن شرب عصير العرقسوس ولكن بنسبة قليلة من السكر، حيث يعمل على تليين القولون والأمعاء.
- البقدونس
يحتوي البقدونس على مواد كالأبيول والمرستيسن الذي يساعد بشكل كبير على تنشيط الرحم وزيادة الانقباضات، ولهذه الأسباب قامت بعض شركات الأدوية باستخدام مستخلصات البقدونس لتصنيع أدوية لتسهيل عملية الولادة. يتم غلي البقدونس وشرب ماء الغلي لكي تحصلي على هذه النتيجة.
رابعا: الرياضة
الحرص على حضور الجلسات الرياضية المتعلقة بالسيدات الحوامل، هذه الجلسات مفيدة جدا حيث أنه يمكنك التعرف وتوقع ما سيحدث قبل وأثناء عملية الولادة. كما يمكنك ممارسة الرياضة للسيدات الحوامل وهذا يكون تحت إشراف متخصصين للحرص على ممارسة الرياضة الصحيحة دون التضرر منها. يجب الحذر من المشي أو حضور جلسات في أماكن حارة لتجنب حدوث جفاف.
خامسا: الماء الساخن
الاستحمام أو الجلوس في ماء ساخن يعمل على ارتخاء العضلات وتقليل الشعور بالآلام المرتبطة بالمرحلة الأولى من الولادة.
سادسا: الاتصال الجنسي
البعض يظن باقتراب موعد الولادة يفضل عدم وجود أي علاقة جنسة بين الزوجين، وهذا معتقد خاطئ، حيث أن العلاقة الجنسية تساعد على توسيع عنق الرحم وبالتالي تسهيل عملية الولادة، وبالأخص أن الحيوان المنوي للرجل يحتوي على مادة البروستاجيلاندين الذي يهيئ عنق الرحم على عملية الولادة.
وهناك العديد من النصائح العامة التي تيسر للأم عملية الولادة، مثل: تحفيز الثدي، شرب كميات كبيرة من المياه، تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، الفاكهة، عسل النحل الطبيعي، الثوم، الصبار، الخل الأسود، المشي، ممارسة الرياضة كالسباحة، المساج والتدليك.
هذه النصائح المقدمة تأثيرها يختلف من حالة لأخري، حيث أن كل جسد لديه ردة فعل مختلفة عنده تعرضه لأدوية أو أطعمة مختلفة. كما أن كل سيدة لها تاريخها المرضي والذي يؤثر بشكل كبير على عملية الولادة وما سيحدث فيها. بعض السيدات يقررن أنهم لن يخوضوا عملية الولادة الطبيعية لما يصاحبها من آلام شديدة. لكن البعض لا يمتلكن خيار الحصول على ولادة طبيعية لأسباب كثيرة منها وضع الجنين في الأسابيع الأخيرة من الحمل، وجود كمية مناسبة من المياه التي يحاط بها الجنين، الحالة الصحية للأم والتي ربما لن تسمح لها بتحمل آلام الولادة الطبيعية. لذلك ننصح دائما بالمتابعة الدورية للطبيب الخاص بك لكي يقوم بتحديد المناسب لك ولطفلك.