يعد الحمل من أعظم النعم التي منَّ الله –تعالى- بها على الإنسان؛ فهو مفتاح التكاثر لإعمار الأرض. وتكمن أول مراحل الحمل في تلقيح البويضة الأنثوية من قبل الحيوان المنوي الذكري لتتكون البويضة المخصبة أو الزيجوت. وفي هذه المقالة سنستعرض، سيدتي، أهم علامات تلقيح البويضة التي إن لاحظتيها، قد تكونين حاملا والحمد لله. غالبا ما يحدث التبويض في منتصف الدورة الشهرية؛ بتأثير من الغدة النخامية، ويتمثل في خروج بويضة من أحد المبيضين وانتقالها لقناة فالوب، حيث يتجمع حولها الكثير من الحيوانات المنوية، ويقوم الأقوى بتلقيحها لإنتاج الزيجوت، التي تنقسم بدورها لمجموعة من الخلايا التي تنغرس في بطانة الرحم ليبدأ الحمل. أما إذا لم يتم تلقيح البويضة، فإن الجسم يمتصها لتنسلخ بطانة الرحم بعد أسبوعين ويبدأ الحيض.
توجد العديد من علامات تلقيح البويضة، نذكر منها ما يلي:
غياب الدورة الشهرية
إن أول علامات الحمل هي غياب الدورة الشهرية؛ بسبب إفراز هرمون مخصص للغدد التناسلية المشيمية، والذي يعمل على تقييد الدورة الشهرية خلال فترة الحمل.
الغثيان والدوخة
يعتبر الغثيان والدوخة واحدا من أشهر العلامات المبكرة لبدء تلقيح البويضة، وذلك بسبب ارتفاع مستوى هرمونات الحمل. تواجه بعض النساء الغثيان في فترات معينة من اليوم مثل الغثيان في الصباح وهو شائع جدا، في حين تعاني الأخريات من الغثيان طوال اليوم. وقد يكون الغثيان مصحوبا بالتقيؤ. ويعتبر تناول الزنجبيل من العلاجات الفعالة للغثيان والدوخة.
آلام البطن
بمجرد أن يتم تلقيح البويضة، قد تشعرين، عزيزتي، بتمزق في عضلات البطن ومغص، وقد تستمر تقلصات أسفل البطن لفترة طويلة أثناء الحمل.
الشعور بالإرهاق
يكون بدء الحمل مصحوبا بارتفاع معدل هرمون البروجستيرون، وبالتالي، قد تشعر المرأة في بداية الحمل بكثير من التعب والإرهاق.
الصداع
يحدث الصداع عند كثير من النساء بسبب إنتاج الهرمونات وزيادة الدورة الدموية الناجمة عن تلقيح البويضة المخصبة في جدار الرحم، وقد يستمر الصداع خلال الربع الثاني والثالث من الحمل.
الشعور بطعم غريب في الفم
غالبا ما تشعر المرأة في بداية الحمل بطعم مشابه للمعدن في فمها؛ وذلك بسبب الهرمونات التي يفرزها الجسم بكثرة.
النفور من رائحة وطعم معين
يعتبر تغير الإحساس بالطعم في الفم من العلامات الكبرى المبكرة لبدء الحمل، ويظهر في صورة عدم الشعور بالراحة والمضايقة بسبب بعض الروائح والأذواق مثل الشاي والقهوة أو البيض.
تغير في حاسة التذوق
بمجرد بدء الحمل، قد تشعرين بتغير في تذوق الطعام، سواء رغبت بتناول أنواع معينة من الأطعمة أو نفرت من تناول أنواع أخرى. ويعتقد الأخصائيون أن التغير في الهرمونات التي تأتي مع الحمل هي المسئولة عن تغير حاسة التذوق الذي يحدث عادة بعد مرور 7 أيام من التبويض.
الجوع الشديد
يعتبر الجوع أحد المؤشرات المبكرة للحمل. لأنه، وخلال فترة الحمل، يحتاج الجسم إلى الاحتفاظ بالمزيد من الماء، ما يؤدي إلى شعورك بالجوع في كل وقت. ويتمثل الجوع في الرغبة الشديدة لتناول الطعام التي عادة ما تبدأ في الأشهر الثلاثة الأولى، و تختفي بعد ذلك في الثلث الثاني من الحمل. ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الجوع والرغبة في تناول الطعام قد لا يكونان علامة أكيدة على الحمل، فيحتاج الجسم أحيانا لتعويض نقص العناصر الغذائية الأساسية.
تغيرات تطرأ على الثدي
يعد الملمس الناعم للثدي وزيادة حجمه من المؤشرات المبكرة لحدوث الحمل؛ ويرجع ذلك إلى تدفق الهرمونات عند زرع الجنين. وقد تصبح حلمات الثدي أيضاً أكبر وأكثر قتامة، وقد تظهر خطوط زرقاء وأوردة حول الثدي.
نزول قطرات من الدم
قد يكون هذا الأم بعد تلقيح البويضة أمرا مربكا ومخيفا للمرأة. ويمكنك ملاحظة نزول قطرات الدم لمدة تصل إلى 8 إلى 12 يوماً بعد الإباضة. ولكن لا داعي للقلق، فنزول بضع قطرات زهرية أو بنية من الدم أمر طبيعي؛ بسبب انزراع البويضة الملقَّحة في بطانة الرحم.
الإفرازات المهبلية
قد تلاحظين وجود إفرازات بنية واضحة من المهبل إذا كنت حاملا. ومع ذلك، فإن هذه الإفرازات تختلف حسب طبيعة جسم المرأة وحسب مستوى إنتاج هرمون البروجسترون الذي يؤدي إلي زيادة الإفرازات المهبلية. ومن الجدير بالذكر بأن هذه الإفرازات مفيدة جداً في الحماية من العدوى، وتساعد كذلك في زيادة نمو البكتريا الجيدة في المهبل.
الحاجة لكثرة التبول
تزداد الرغبة والحاجة للتبول أثناء فترة الحمل بسبب الضغط على المثانة الناتج عن زيادة حجم الرحم وخصوصاً مع زيادة حجم الجنين. ومن الأسباب الأخرى وراء كثرة التبول في بداية الحمل هو احتباس السوائل في الأطراف السفلية.
الإمساك
يمكن أن تسبب زيادة الهرمونات أثناء الحمل باسترخاء الأمعاء، مما يزيد من خطر الإصابة بالإمساك. هناك الكثير من الأدوية الآمنة التي تساعدك في التخلص من مشكلة الإمساك. ولكن ننصحك باتباع وصفة الطبيب لذلك.
كثرة الإصابة بأمراض البرد والسعال
تعتبر الإصابة بالبرد أو الحمى الخفيفة التي يرافقها انسداد الأنف والسعال من الأعراض المبكرة لتلقيح البويضة وبدء الحمل، وذلك بسبب ضعف الجهاز المناعي بعد زرع البويضة في جدار الرحم. وننصح باستشارة الطبيب من أجل أخذ العلاج المناسب كي لا يؤثر على الجنين.
تغيرات ملحوظة في درجة الحرارة:
وفي وقت مبكر من بدء الحمل، قد تلاحظين زيادة وارتفاع في درجة حرارة الجسم بسب زيادة مستوى هرمون البروجسترون. وهذا الهرمون مرتبط بتلقيح البويضة فإذا لم يتم تلقيحها، تنخفض مستويات هرمون البروجسترون، مما يتسبب في انخفاض درجة الحرارة. ولكن، قد تلاحظ بعض النساء انخفاضا واضحا في درجة حرارة الجسم بعد 7 – 10 أيام من التبويض.
البثور وحب الشباب
يعتبر ظهور البثور وحب الشباب أحد الأعراض الشائعة لبدء الحمل وتلقيح البويضة. ولكن لا تحاولي الضغط على البثور أو حب الشباب؛ لأن هذا قد يؤدي إلي انتشار حب الشباب في الوجه وتدمير البشرة.
انتفاخ البطن
يعد انتفاخ البطن وزيادة محيط الخصر من علامات تلقيح البويضة؛ وذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية.
تقلب المزاج
يعد تقلب المزاج أحد أبرز علامات الحمل؛ بسبب التغيرات الهرمونية.
آلام الظهر
تعتبر آلام الظهر المتكررة عندما تبذلين بعض الجهد على غير المعتاد من علامات حدوث الحمل.
وأخيرا، تنبؤ كل هذه العلامات بحدوث الحمل بإذن الله، لتبدأ رحلة جديدة وعظيمة نكتشف من خلالها عظمة الخالق المتجلية في تكوين الجنين في ظلمات الرحم.