أعراض الحمل

من أجل حدوث الحمل، يجب أن يتم تخصيب البويضة لدى المرأة، من خلال السائل المنوي لدى الرجل، ويتم الحمل فعليًا عندما يحدث التلقيح، وتُزرع البويضة التي خصّبها الحيوان المنوي، داخل جدار بطانة الرحم، وهذه العملية لإتمام الحمل، قد تأخذ من حوالي أسبوعين إلى ثلاث أسابيع، عقب ممارسة العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته، من أجل حدوث الحمل. ويمكن القول أن عملية الحمل، هي عملية معقدة للغاية، من أجل حدوثها يجب أن تمر بعدد من الخطوات والمراحل، التي من شأنها أن تسهل الأمر وتساعد على إتمامه، والأمر كله يتم من خلال خلايا الحيوانات المنوية والبيض.

كيفية حدوث الحمل

  • الحيوانات المنوية ما هي إلا خلايا مجهرية دقيقة، مخزنة داخل الخصيتين، وهي تختلط مع السوائل الأخرى، لصنع المني أو ما يعرف بالحيوان المنوي، الذي يخرج من قضيب الرجل أثناء القذف، خلال العلاقة الحميمة، تلك اللحظة التي يخرج فيها ملايين الحيوانات المنوية، أثناء العلاقة وفي كل مرة يخرج فيها السائل المنوي، حاملاً تلك الخلايا والتي لا تحتاج سوى، حيوانًا منويًا واحدًا فقط، لإتمام عملية الحمل، عندما يلتقي بالبويضة ويعمل على تخصيبها داخل الرحم.
  • يتواجد البيض في جسد الأنثى، داخل المبيضين وتنضج مع التغير الهرموني، أثناء حدوث التبويض قبيل الطمث كل شهر، تلك البويضة الناضجة تعني أنها قابلة للتخصيب، إذا ما حدثت علاقة بين الرجل والمرأة، كما تساعد الهرمونات الأنثوية أيضًا، على تجهيز بطانة الرحم، وجعلها أكثر سمكًا واتساعًا، من أجل استقبال الحمل.
  • وأثناء فترة التبويض تغادر إحدى البويضات، من مكانها الأساسي عبر قناة فالوب وتستقر داخل الرحم، وتظل في هذا المكان لفترة من 12 إلى 24 ساعة، في انتظار قدوم الحيوان المنوي لتخصيبها.
  • إذا ما كانت هناك علاقة حميمة بين الزوجين، في تلك الفترة فيمكن للسائل المنوي، الحامل للحيوانات المنوية أن يساعد في انتقال لحيوان المنوي، إلى البويضة وتخصيبها خلال فترة، لا تتعدي 6 أيام قبل أن يموت الحيوان المنوي.
  • بعد أن يخترق الحيوان المنوي للبويضة، يطلق على تلك العملية اسم الإخصاب، وهو لا يحدث على الفور، وإنما يظل الحيوان المنوي، داخل الرحم لفترة 6 أيام، وهي الفترة التي تقع بين ممارسة العلاقة الحميمة وحدوث الإخصاب.
  • تبدأ البويضة الملقحة في التحرك، داخل الرحم ثم تبدأ في الانقسام إلى المزيد من الخلايا، وتتشكل مرة أخرى، وتبدأ في النمو وتسمى بالكيسة الأريمية، وذلك بعد حدوث التخصيب بأربعة أيام.
  • بعد أن تُزرع البويضة داخل الرحم، إثر عملية التخصيب فإنها تبدأ في إطلاق هرمونات الحمل، تلك الهرمونات التي تحمي بطانة الرحم، من الانهيار مثلما كان يحدث قبل الحمل، وبالتالي تنقطع الطمث عن المرأة الحامل، خلال فترة الحمل، أما إذا لم تُزرع البويضة داخل الرحم، فلا يكون هناك احتياج إلى بطانة سميكة من أجل الجنين، فهو بالفعل غير موجود، وبالتالي تنهار البطانة ويخرج الطمث، مثلما اعتادت المرأة.

 

ما هي أعراض الحمل؟

تظل مسألة الحمل، أمرًا مؤرقًا للفتاة أو السيدة بعد الزواج لفترة ليست بالقصيرة، فتبدأ في متابعة مستمرة مع الطبيب، من أجل الاطمئنان على إتمام عملية الحمل، ولكن قد يكون الأمر عسير بعض الشيء، أن تظل السيدة على اتصال دائم، مع طبيبها الخاص، وعليها أن تبدأ في تعلم ومعرفة بعض الأعراض، التي تنبؤها بحدوث الحمل أم لا، والمعروفة باسم الأعراض المبكرة للحمل، تلك الأعراض التي يمكنها أن تحدث لكافة النساء، عندما يحدث الحمل أو يحدث البعض منها فقط، فالأمر يختلف من سيدة إلى أخرى، ويعود هذا التباين بين النساء، بسبب طبيعة تكوين الجسد نفسه، وتجربة الحمل منذ بدايتها، مما يجعل الأعراض بعضها أو كلها تختلف من سيدة إلى أخرى.

كذلك فبعض النساء قد لا تدرك أنها تحمل جنينًا، خاصة عند حدوث الحمل للمرة الأولى، فأعراض الحمل المبكرة، تتشابه في جزء كبير منها، مع أعراض الطمث أو الحيض، التي تدركها المرأة قبل وأثناء الحيض، فلا تدرك بسهولة أنها حاملا.

وفيما يلي وصفًا وشرحًا دقيقًا، لكافة الأعراض المبكرة للحمل، وأكثر شيوعًا عند الكثير من النساء، اللاتي خضن تجربة الحمل، وهنا يجب التنويه أن أغلب تلك الأعراض، قد لا تعني بالضرورة أن المرأة حاملاً، وقد تحدث نتيجة أشياء أخرى وعوامل أخرى، ولكن ما يؤكدها أو يسنفيها قبل زيارتك للطبيب هو اختبار الحمل بالتأكيد.

النزيف

  • عندما يحدث الحمل وتعلق البويضة داخل الرحم، هنا نحدث أولى علامات الحمل، ويمكن للمرأة أن تلاحظها، بحدوث نزيف بسيط للغاية، ويسمى نزيف الزرع أو التخصيب، وهو عبارة عن نزيف طفيف يبحدث للمرأة، خلال فترة من 6 إلى 12 يوم، عقب حدوث عملية الإخصاب.
  • ويحدث للمرأة في هذا الوقت، بعض التقلصات الشبيهه بتقلصات الرحم، أثناء فترة الحيض، ولهذا السبب قد تخطيء بعض النساء، في معرفة حدوث الحمل، خاصة بالمرة الأولى لها، نتيجة حدوث التقلصات والنزيف، على الرغم أنها تكونت خفيفة للغاية، مقارنة بنزيف الطمث المعتاد.
  • ولا تتوقف الأعراض عند حدوث النزيف فقط، بل يمكن للمرأة أن تلاحظ خروج إفرازات مهبلية، بيضاء اللون أشبه بالحليب، وهذه الإفرازات ترتبط بالأساس بسمك جدار المهبل، وتبدأ هذه الإفرازات فور حدوث الحمل، ويتسبب في حدوثها، نمو الخلايا المبطنة للمهبل. قد تستمر الإفرازات، طيلة فترة الحمل كاملة، ولكنها عادة ما تكون غير ضارة للسيدة أو الجنين، ولا تتطلب علاجًا، إلا إذا كان لها رائحة سيئة ومنفّرة للغاية، أو يصاحبها حرقة أو حكة هنا يجب على المرأة، أن تخبر طبيبها الخاص، فالامر قد يكون له علاقة بالالتهابات المهبلية، أو عدوى الخميرة أو العدوى البكتيرية.

التغييرات الثديية

من العلامات الأكثر شهرة لحدوث الحمل، هو تغير ثدي المرأة، حيث تتغير مستويات الهرمونات في الدم، عقب حدوث الحمل أو التخصيب، وبسبب شدة تدفق الهرمونات قد يتورم الثديان، عقب أسبوع أو اثنين من حدول الحمل، وقد تشعر المرأة بثقل فيهما أو لا تطيق لمس الحلمتين أيضًا، وقد تتحول منطقة الهالة المحيطة بالحلمتين، إلى لون داكن مقارنة بالفترة قبل الحمل.

الإعياء

الشعور بالتعب والإعياء هو العرض الأكثر بروزًا، عند حدوث الحمل في بدايته، حيث تبدأ المرأة في الشعور الدائم بالتعب، بشكل غير معتاد من قبل، عقب مرور أسبوع واحد فقط على حدوث الحمل، وهذا الأمر يتعلق بارتفاع هرمون البروجسترون، لدى المرأة مع انخفاض مستويات السكر بالدم، وانخفاض ضغط الدم أيضًا، وكلها عوامل تجتمع لتشعر المرأة الحامل، بالتعب لشديد خلال الفترة الأولى من حملها.

ولهذا إذا تأكد الحمل بالفعل، يجب على المرأة الحصول على قدر وافر من الراحة، ويمكن أن يساعدها تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والحديد، في التغلب على تلك المرحلة.

الغثيان أو مرض الصباح

  • يعد الغثيان أحد أشهر الأعراض، ولكن لا يحدث مع كافة النساء كما يعتقد البعض، والسبب الدقيق في حدوثه، غير معلوم حتى الآن، ولكن يرجح الأطباء أن حدوث التغير بالهرمونات في الجسم، أثناء عملية التبويض ومن ثم الإخصاب، قد يكون عليها عامل كبير في حدوث الغثيان بالصباح الباكر كما هو شائع، أو خلال اليوم بوجه عام في حالات مختلفة.
  • وبعض النساء قد لا يطقن أنواع محددة من الأطعمة، عند حدوث الحمل، والأمر هنا متعلق بالتغيرات الهرمونية بالفعل، والتي يكون لها تأثير قوي للغاية، على شهية المرأة الحامل، وتقبل معدتها للأطعمة خلال فترة الحمل.
  • قد يستمر الغثيان لدى المرأة الحامل، طيلة فترة الحمل، إلا أنها حالات نادرة وفي الأغلب يختفي هذا العرض، مع حلول الأسبوع الثالث عشر أو الرابع عشر من الحمل.
  • ويجب على المرأة أن تحصل على طعام صحي، من أجل تعويض جسدها عن الأملاح والمعادن المغذية لها، بسبب حدوث الغثيان والقيء، وهنا قد يصف الطبيب عددًا من المكملات الغذائية وأنواع صحية من الطعام.

انقطاع الطمث

  • انقطاع الطمث أو الحيض عن المرأة أثناء الحمل، هو العرض المعروف منذ القدم، وتعرفه الأجيال وهو ما يدفع النساء، لإجراء اختبار الحمل من أجل التأكد، من حدوث الحمل أو عدم حدوثه.
  • ولكن يجب على المرأة، أن تعلم بأن هناك أسبابًا كثر لانقطاع الطمث عنها، إما أن تكون المرأة على سبيل المثال ؛ قد اكتسبت وزنًا زائدًا أو فقدت الكثير من الوزن بشكل مفاجيء، إلى جانب عددًا من الأسباب الأخرى، مثل التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، ولكن في النهاية إذا ما انقطع الطمث، يجب على المرأة إجراء اختبار الحمل للتأكد من حدوثه بالفعل.

الأعراض المبكرة الأخرى للحمل

بخلاف الأعراض التي ذكرناها تفصيلاً ، توجد عدة أعراض أخرى تنبيء عن حدوث الحمل، ويمكن للمرأة أن تلاحظها، وهي تتفاوت من امرأة لأخرى، وفقًا لطبيعة الجسم من حيث الوزن والغذاء وغيرها، ومنها:

كثرة التبول

كثرة التبول بالنسبة للعديد من السيدات، وهذا العرض قد يبدأ مع بعض النساء في الفترة من الأسبوع السادس أو الثامن، من حدوث الحمل بالفعل، إلا أن الأمر يجب أن يتابعه الطبيب، حيث تتسبب عدوى بالمسالك البولية، أو مرض السكري أو حتى الإفراط في استخدام الأدوية، في حدوث هذا العرض إذا ما كانت المرأة حاملاً.

الإمساك

أيضًا قد تمر المرأة الحامل، بحالات إمساك مزمنة، عندما يرتفع مستوى هرمون البروجسترون في الدم، فيتسبب في مرور الطعام بالأمعاء بشطل أكثر بطءً، ومن أجل التخفيف من حدة تلك المشكلة، يجب على المرأة الحامل أن تتناول الكثير من المياه والأطعمة الغنية بالألياف، إلى جانب ممارسة بعض الرياضات الخفيفة.

تقلب المزاج

كذلك تقلب المزاج، أحد الأعراض الشائعة عند حدوث الحمل، خاصة في الشهور الثلاث الأولى، وهو مرتبط بتغير الهرمونات بالدم، إلى جانب شعور المرأة أحيانًا بالصداع المستمر وآلام الظهر المتكررة، بشكل مزمن بالإضافة إلى حالات الإغماء والدوخة الشديدة، التي تحدث عندما تتسع الأوعية الدموية، وتنخفض معدلات ضغط الدم ونسبة السكر في الدم.