الرئيسية > أمراض وحالات > اسباب النسيان

اسباب النسيان

الذاكرة هي قدرة العقل على ترميز وتخزين واسترجاع المعلومات. ومن دون الذاكرة لا نستطيع أن نعرف الأشخاص بمن فيهم نحن (من)، ولا ماهية الأشياء (ماذا)، ولا الزمن (متى) ولا المكان (أين). والذاكرة هي التي تشكل ماهيتنا ونظرتنا النهائية لأنفسنا، وضعف الذاكرة أو فقدانها يعني في الحقيقة أن الإنسان يفقد نفسه ذاتها.

كما أن فقدان الذاكرة يؤثر سلبا على الجوانب العملية في حياتنا. فإذا نسي الإنسان مثلا كيف ينتقل من بيته إلى محل البقالة، أو كيف يمارس المهام المختلفة التي اعتاد عليها في حياته، أو نسي ارتباطاته بالعائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو غيرهم، كل ذلك يعني في النهاية أنه لن يستطيع أن يعيش معتمدا على نفسه، وإنما سيكون محتاجا دائما إلى الآخرين.

أنواع الذاكرة

وتنقسم الذاكرة إلى ثلاثة أنواع:

  1. الذاكرة الحسية: وهي التي تتعامل مع المؤثرات الخارجية لحظة بلحظة، وهي ذاكرة قصيرة الأجل تحتفظ بالمعلومات في المخ لثانية واحدة أو أقل.
  2. الذاكرة قصيرة الأجل: وهي التي تنتقل إليها المعلومات على الفور من الذاكرة الحسية، وتمكننا من التعامل مع الواقع الحالي.
  3. الذاكرة طويلة الأجل: وهي التي يتم فيها تخزين الأحداث السابقة.

أما من حيث طبيعة المعلومات والبيانات التي يتم تخزينها، فهي تتنوع بين معلومات خاصة بالمكان، وأخرى خاصة بالزمان، أو بالعواطف والأحاسيس، أو بالأشخاص… الخ، ولكل من هذه الأنواع مراكز بالدماغ خاصة بها.

ويتم ترميز وتخزين المعلومات إما كمعلومة مرئية (على شكل صورة)، أو معلومة مسموعة (صوت)، أو في شكل دلالة أو معنى.

الأسباب الشائعة للنسيان

  1. ربما كانت قلة فترات النوم أهم سبب للنسيان، كما أنها تؤدي إلى تعكر المزاج والقلق، مما يفاقم من مشكلة النسيان.
  2. بعض العقاقير الطبية تؤثر على الذاكرة، مثل المهدئات ومضادات الاكتئاب وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم.
  3. قصور وظيفة الغدة الدرقية يؤدي إلى النسيان والأرق والاكتئاب. ويفاقم الأرق والاكتئاب من مشكلة النسيان، مما يفاقم من الأرق والاكتئاب، فيدخل المريض بذلك في دائرة مفرغة.
  4. تناول المشروبات الكحولية بكثرة يؤدي إلى النسيان، فإن كنت لابد فاعلا، فينصح الأطباء بألا يزيد الشرب عن قدحين في اليوم للرجال، وقدح واحد للنساء.
  5. التعرض للضغوط النفسية والإجهاد والقلق.
  6. الاكتئاب.

الذاكرة وتقدم العمر

مما لا شك فيه أن تقدم العمر قد يؤثر على الذاكرة، ولكن هناك تأثيرات مقبولة تتناسب مع عمر الإنسان، وتأثيرات أخرى تدخل في الحيز المرضي، مثل “خرف الشيخوخة” ومرض “ألزهايمر”.

صحة البدن والذاكرة

  • هناك ارتباط وثيق بين الحالة الصحية الجسمانية وبين الذاكرة. فكلما كان الإنسان سليما معافى من الأمراض، مثل أمراض القلب والكبد والكلى وغيرها، كانت ذاكرته أفضل.
  • ومما يساعد على الاحتفاظ بالذاكرة مع تقدم العمر، إلى جانب المحافظة على الصحة الجسمانية، تناول الوجبات الصحية المتوازنة، خاصة الإكثار من الخضروات والفواكه والأسماك.
  • كذلك يفعل أسلوب الحياة السليم، الذي يوازن بين العمل وفترات الراحة والترفيه، فإن هذا التوازن يقلل من الضغوط النفسية، ويحسن المزاج العام، ويقلل من الإرهاق البدني والقلق النفسي، ويبعد شبح الاكتئاب.
  • ومما يساعد كذلك على الاحتفاظ بالذاكرة الانخراط في النشاط الفكري، ولكن من دون مبالغة، وكذلك النشاط الاجتماعي، وعلاقات الصداقة.
  • كما يكتسب النوم لفترات كافية ومنتظمة يوميا أهمية قصوى في هذا المجال، ليس للمحافظة على الذاكرة فحسب، وإنما على الصحة العامة كذلك.
  • ومن المهم جدا أن يحصل الإنسان على رعاية صحية مناسبة، خصوصا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والدهون بالدم ومرض السكري. تلك الرعاية تحافظ على صحة الجسم والعقل، وعلى الذاكرة بالضرورة.
  • وكذلك ممارسة الرياضة بانتظام، فإنها تساعد على تنشيط الذاكرة إلى جانب أنها تحسن من اللياقة البدنية ومن وظائف القلب.
  • يضاف إلى ذلك الامتناع التام عن التدخين، فإن التدخين سبب مهم من أسباب تصلب الشرايين، الذي يؤثر على المخ والذاكرة.

نصائح لتحسين الذاكرة

ليست الذاكرة وظيفة جامدة لا تتغير، ولكنها وظيفة تفاعلية قابلة للتحسن والتدهور من وقت لآخر. وإليك بعض النصائح لتحسين قدرتك على التذكر:

  • الانتباه التام والتركيز فيما تفعل: فلا تشغل المخ بأشياء متعددة في وقت واحد، وإنما عليك التركيز لفترة مناسبة في كل شيء على حدة. تطلع إلى الأشياء التي تريد تذكرها، وحاول التقاط صورة لها لتبقى في ذاكرتك.
  • أشرك ما يمكنك من الحواس الخمس فيما تفعل: البصر والشم والسمع واللمس والتذوق.
  • التكرار يفيد في حفظ وتذكر المعلومات.
  • تكوين عادات ثابتة للقيام بالمهام المختلفة، مثل أن تتناول الدواء باستمرار بعد وجبة الإفطار، أو أن تضع الأشياء في أماكن ثابتة لا تتغير.
  • تجزئة المعلومة إلى أجزاء أصغر، ومثال ذلك تجزئة رقم الهاتف المكون من عشرة أرقام إلى ثلاثة أجزاء: ثلاثة أرقام، ثم ثلاثة أرقام، ثم أربعة أرقام.
  • تنظيم المعلومات بطريقة منطقية.
  • استخدام حروف رمزية للدلالة على معلومة كبيرة، ومثال ذلك نحت كلمة لها معنى حقيقي أو لها جرس خاص في الأذن، وكل حرف من حروفها يدل في الحقيقة على كلمة أو جملة يراد تذكرها.
  • استخدم الوسائل التي تناسبك لتثبيت المعلومة، مثل كتابة المعلومات المراد تذكرها، أو تسجيلها على شريط تسجيل وإعادة الاستماع إليها.
  • عليك أن تقوم بإنشاء ارتباطات خاصة بين الأشياء المراد تذكرها وبعضها البعض، أو بينها وبين معلومات قديمة في ذاكرتك، فكل معلومة سوف تذكرك بالأخرى.