قد يتعرض البعض منّا للشعور بالبرودة أكثر مقارنة بالأشخاص المحيطين به، حتى في الأجواء المعتدلة. فهل هنالك تفسير يُعلّل الشعور بالبرودة؟ هنا في هذا المقال سلطنا الضوء على أهم اسباب برودة الجسم والتي تلعب دوراً أسياسياً في جعلنا نشعر بالبرودة بصورة غير طبيعية مقارنة بغيرنا.
اسباب برودة الجسم
إذا كنت تشعر بأنك ترتجف دائمًا من البرد ومن حولك لايحسون بالبرد كما أنت، أو إذا كنت لاتحس بيديك وقدميك من البرد وباستمرار، فقد يكون الوقت قد حان للتعرف على الأسباب المحتملة:
خفة الوزن تساهم في شعور الإنسان بالبرد
و ذلك بسبب عدم وجود مستوى من الدهون الكافي الذي يحتاج إليه الجسم ليقيك من درجات الحرارة الباردة على حسب ما ذكرته أخصائية التغذية ماجي موون Maggie Moon, RD, a Los Angeles–based nutritionist.
الإختلال في هرمون الغدة الدرقية
يعد من أهم الأسباب التي تساعد على الشعور بالبرودة في الجسم هي المشاكل الصحية التي تتعرض لها غدتك الدرقية بسبب عدم عمل الغدة الدرقية بشكل سليم لإفراز الهرمون.
فعدم وجود مستوى مناسب من هرمون الغدة الدرقية فإنه يتسبب في تبطيء عملية الإستقلاب و منع نظامك الجسدي من إنتاج كمية الحرارة التي تساعد على إبقاء جسمك مستقراً.
لا يوجد في جسدك حديد كافي
- يعتبر عدم وجود مستوى كافي من الحديد من أهم الأسباب الشائعة في الشعور بالبرد، لماذا؟ لأن الحديد يعتبر من أهم المواد المعدنية التي تحتاج إليها خلايا الدم الحمراء في الجسم لضخ الأكسجين و توزيعه في جميع أعضاء الجسم، و بالتالي يضخ معه الحرارة و المواد الغذائية الأخرى و يوزيعها لأي خلية في جسدك، و عندما لا يوجد مستوى كافي من الحديد فإنه لا يمكن لخلايا الدم الحمراء العمل بفعالية و هذا ما يجعلك تشعر بالبرد.
- كذلك يتصل وجود المستوى الكافي من الحديد في الجسم بفاعلية عمل الغدة الدرقية، فبدون حديد أو بمستوى حديد منخفض فإن الغدة الدرقية لن تعمل بالمستوى المطلوب و بالتالي ستتعرض إلى نقص في إفراز الغدة الدرقية و الذي سيجعلك تشعر بالبرد. من الممكن اعتبار الأدوية الطبية المكملة التي تحتوي على حديد من أنجع الحلول لتعزيز جسمك بالحديد غير أن تناول وجبات غذائية تحتوي على عنصر الحديد يعتبر أفضل خيار بالنسبة للذين يعانون من نقص الحديد.
ضعف في الدورة الدموية
- إن كانت يداك أو رجلاك أكثر برودة من بقية جسدك فلديك مشكلة في الدورة الدموية التي تمنع تدفق الدم في جميع أطرافك و أجزاء جسدك، من الممكن أن يكون ضعف الدورة الدموية بسبب وجود مشكلة في الجهاز القلبي الوعائي؛ فهو دليل على أن قلبك لا يعمل على ضخ الدم بطريقة صحيحة و فعّالة أو هنالك إنسداد في الشراين تمنع الدم من الوصول إلى أطرافك.
- هنالك أيضاً سبب أخر لشعورك بالبرودة في أطرافك و الذي يسببه مرض يسمى بمرض رينود حيث يعمل مرض رينود بالحدّ من تحفيز الشرايين الموجودة في الأطراف من العمل عند الإحساس بالبرودة.
عدم أخذ قسطاً وافراً من النوم
- أوضحت الدراسات أنّ هنالك إنخفاض في مستوى نشاط هيبوثالامس – و هي منطقة في الدماغ تغطي الجهاز العصبي في الدماغ و التي تعد المتحكم في تنظيم درجة حرارة الجسم – عندما لا يتم أخذ قسط وافر من النوم
- هنالك أيضاً دراسة أخرى أثبتت نفس النتائج التي حصلت عليها الدراسة الأولى، تقول الدراسة من المجلة الأوروبية لعلم وظائف الأعضاء التطبيقي أنّ الباحثين قد قاموا بإجراء بحث في عشرين شخص راشد لم يأخذوا قسطاً وافراً من النوم، حيث لاحظ الباحثون إنخفاض في درجة حرارة أجسامهم بمقدار 20 درجة.
- أيضاً أوضحت الدكتورة هولي فيليبس، المساهم الطبي في CBS2 News ومؤلفة كتاب “The Exhaustion Breakthrough”. أنه عندما تستيقظ منهكاً و متعباً من عدم النوم، فإن العملية الإستقلابية في جسمك ستعمل بشكل عشوائي منتجة بذلك حرارة أقل و ستبطيء من عمل دورتك الدموية.
عدم تناول الكمية الكافية من الماء الذي يحتاجه جسمك
- إنّ أجسامنا تحتوي على 60% من الماء، و من أهم الوظائف التي يقوم بها الماء في أجسامنا أنه ينظم درجة حرارة الجسم، و بذلك تناول المقدار الذي يحتاج إليه جسدك من الماء، سيساعد على الاحتفاظ بالحرارة و إطلاقها شيئاً فشيئاً، محافظاً بذلك على حرارة جسدك المعتدلة.
- كذلك يعمل الماء على المساعدة في عملية الإستقلاب التي تتم في جسدك، فينبغي عليك إذاً أخذ المقدار المناسب من الماء الذي يحتاج إليه جسمك في اليوم.
انخفاض ضغط الدم
هذا الضغط المنخفض يعني انخفاض كمية الدم وبالتالي انخفاض كمية الأكسجين في الأعضاء والأطراف، مما قد يجعل الشخص يشعر بالبرد.
يلاحظ المعهد الوطني للقلب والرئة والدم التابع لوزارة الصحة الأمريكية الأعراض الأخرى للحالة التي تشبه أعراض فقر الدم: الدوخة والإغماء والإرهاق والغثيان والرؤية الواضحة.
الأكثر خطورة هو شكل حاد من انخفاض ضغط الدم يسمى الصدمة، والذي يمكن أن يكون قاتلاً ويحدث عندما يؤدي نقص تدفق الدم إلى إلحاق الضرر بالأعضاء، وفقًا لمكتبة الولايات المتحدة الوطنية للطب.
لا تأخذ القدر الكافي من فايتيمين بي 12
حيث توجد هذه المادة الغذائية في منتجات اللحوم، و التي تلعب دوراً أساسياً في حماية أجسامنا من البرد، يعمل فايتمين بي 12 على إنتاج خلايا الدم الحمراء في أجسمانا و التي تضخ الأكسجين على جميع أنظمتنا الحيوية، عدم وجود فايتمين بي 12 أو ندرته في جسدك يمكن أن يؤدي إلى مرض أنيميا فايتمين بي 12، فما الحل إذن؟ ينبغي عليك تناول المنتجات الحيوانية التي يحتاج إليها جسدك.
مرض السكري
الإهمال بمريض السكري يؤدي إلى حالة تعرف بإعتلال الكلية المحيطي، حيث يكون هنالك هجوم مستمر على الأعصاب التي تولد الشعور بالإحساس في أطرافك، فعندما تتطور الحالة لدى مريض السكري، فإنه يفقد الشعور و الإحساس بالحرارة و في بعض الأحيان يشعر بآلم في كلتي يديه و رجليه، و بما أن الأعصاب هي المسؤولة عن إرسال إشارات الى الدماغ بشأن الإحساس بالحرارة، فإن لم تعمل الأعصاب بشكل جيد فإنك ستشعر بالبرد في أطرافك. في كل الأحوال، إن بدأت تشعر بالبرودة في أطرافك و أنت مريض سكري، فينبغي عليك إستشارة طبيبك!
الأنثى بصفة عامة
- استخدم العلماء كاميرات استشعار الحرارة في دراسة لمعرفة استجابة كلاً من الرجال و النساء لدرجة الحرارة و وجدوا أنّ النساء في المتوسط يَملّنّ إلى أنْ يكنّ أكثر برودة من الرجال بثلاثة درجات مئوية.
- و هنالك دراسة أخرى ذكرت بأنّ النساء يتعاملن مع الظروف الحارة بشكل أفضل من الرجال، غير أنّهن أقل قدرة على تَحمُل البرودة .
- كما ذكر الباحثون أنّ أجسام النساء لديها قدرة أقل على إنتاج الحرارة في الجسم، و يفقدن الحرارة بشكل أسرع بسبب صغر حجم أجسامهن، كذلك نظام الدورة الدموية في جسم النساء يستجيب بشكل مختلف عن ذلك الموجود في جسد الرجال للظروف الباردة.
- و قد علل العلماء لتلك الأسباب بوجود هرمون الأستروجين الموجود في جسم النساء، حيث ينظم تدفق الدم إلى الأوعية الدموعية الطرفية، فالمستويات العالية من هرمون الأستروجين يسبب تقييد للأعوية الدموية و قدرتها على الإستجابة للبرودة.
- في الغالب تكون النساء أفضل حفاظاً على الحرارة في أجسامهن من الرجال، لأن أجسامهن مُبرمجة على الحفاظ على مستوى تدفق دم ثابت إلى كل الأعضاء الحيوية مثل الدماغ و القلب، فهذا المستوى الثابت في تدفق الدم إلى الأجزاء الرئيسية لا يعطي اهتماماً للأعضاء الأخرى لا سيَّما الأطراف.
- كذلك تتغير درجة حرارة النساء و تستجيب للحرارة وفقاً للدورة الشهرية، ففي الإباضة ترتفع درجة الحرارة و تبقى مرتفعة إلى أنْ يأتي الحيض، حيث ينخفض فيها درجة حرارة جسم المرأة إلى المستوى الطبيعي، و هذا ما يفسر شعور المرأة بالبرودة من وقت إلى آخر أكثر من الرجال.