الرئيسية > أمراض وحالات > اكتئاب الحمل

اكتئاب الحمل

نمر جميعًا بفترات نشعر فيها بالضيق الشديد، وعدم الرغبة في القيام بأي عمل، أو التحدث لأي شخص، مع اختناق واضح، وقد نعلم السبب أو لا نعلمه ، وإنما هو شعور طاغٍ يتغلب علينا، وعندما نضطر لشرح الأمر لأحدهم يصف تلك الحالة بأنها أعراض للاكتئاب، فما هو؟ الاكتئاب هو اضطراب مزاجي له علاقة بالنفس، وهو يؤثر على النساء تحديدًا، بنسبة واحد إلى أربعة نساء، في كل مرحلة من حياتهن، ولهذا لا يجب علينا أن نندهش عندما نعلم أن الاكتئاب، يصيب المرأة أثناء فترة الحمل أيضًا، إلا أنه للأسف الشديد، لا يتم تشخيص الاكتئاب بالشكل الصحيح  خلال فترة الحمل مما يدفع الكثيرون لتشخيصه بأنه أحد أنواع الاختلال الهرموني فقط، الذي يحدث نتيجة الحمل نفسه، وارتفاع مستوى الهرمونات في دم المرأة الحامل.

ومن المفترض أن تكون فترة الحمل، هي إحدى الفترات السعيدة والمبهجة في حياة المرأة، ففي غضون بضعة أشهر، سوف يكون بين يديها طفلاً جميلاً يشبهها، ولكن بالنسبة للكثيرات لا تكون فترة الحمل مرفهة بتلك الطريقة، وإنما تمثل للبعض من النساء، فترة خوف وقلق وارتباك شديد، ووفقًا لهيئة الكونجرس الأميركي لأطباء النساء والتوليد(ACOG)، تعاني 14% إلى 33% من السيدات لحوامل، من أعراض اكتئاب الحمل، الذي غالبًا ما يكون مؤشر خطر جدًا ، على صحة الأم وحياة الجنين في النهاية، ولكن على الرغم من خطورة الاكتئاب خلال تلك الفترة الحرجة، إلا أنه يمكن السيطرة عليه وعلاجه، من خلال البحث عن الدعم والمساعدة.

ما هو اكتئاب الحمل؟

الاكتئاب خلال فترة الحمل، أو اكتئاب مرحلة ما قبل الولادة، هو اضطراب مزاجي تمامًا مثله مثل الاكتئاب الإكلينيكي ، وكلها اضطرابات ناجمة عن تغيرات كيميائية بالدماغ، تحدث خلال فترة الحمل وتؤثر على مزاجية المرأة الحامل ، إلى جانب التغيرات الهرمونية التي تحدث بالفعل، خلال تلك الفترة وترتبط بشكل مباشر، بالاكتئاب والقلق والتوتر ، التي قد تتفاقم في بعض الحالات وتؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة.

أعراض اكتئاب الحمل

هناك عدد من الأعراض التي يمكن ملاحظتها، على المرأة الحامل التي تعاني من الاكتئاب، ونعلم من خلالها أن المرأة تواجه حالة مزاجية متأخرة، أدت لحدوث الاكتئاب، ومن بين تلك الأعراض شعور المرأة بالحزن البالغ، وصعوبة التركيز في شيء محدد، وعدد ساعات النوم القليلة التي يمكن أن تحظى بها المرأة الحامل، إلى جانب عدم استمتاعها بأية أنشطة ترفيهية، مع مراودة أفكار الانتحار الدائمة لها، نتيجة شعورها بالإحباط واليأس، وتؤدي كلها إلى الشعور بالذنب الدائم، والامتناع عن تناول الطعام.

المحفزات المحتملة لحدوث الاكتئاب أثناء الحمل

الأمر ليس عرضيًا، بل هناك عددًا من الأسباب التي قد تؤدي بشكل مباشر، لمعاناة المرأة الحامل من الاكتئاب خلال فترة الحمل، ومنها المشاكل العائلية والأسرية، على حد سواء والتاريخ العائلي أو الشخصي، لحدوث حالات اكتئاب متكررة، وكذلك بعض الأمور التي يمكنها أن تسبب القلق والاضطراب للمرأة، خاصة إذا ما كانت قد فقدت جنينًا لها من قبل، أو تناولت الكثير من عقاقير علاج العقم، بخلاف أسباب أخرى مثل سوء المعاملة، والإجهاد العام.

هل يمكن اكتئاب الحمل أن يضر الجنين؟

الاكتئاب غير المعالج، قد يضع المرأة وجنينها في مخاطر صحية كثيرة، ففي الحالات العادية يتسبب الاكتئاب في أعراض سوء التغذية، والتدخين وبعض السلوكيات الانحرافية الأخرى، التي من شأنها أن تضر بصحة الأم والجنين، خاصة وأن الطفل يولد مبكرًا عن موعده، مع انخفاض ملحوظ بالوزن ومشاكل عدة في النمو. وقد أثبتت البحوث العلمية الطبية، منذ سنوات مضت أن المرأة التي تعاني من اكتئاب الحمل غير المعالج، قد تلد طفلاً أقل نشاطًا واهتمامًا وتركيزًا من الأطفال لعاديين، ولهذا ينصح الأطباء بحصول المرأة الحامل، التي تعاني من أعراض الاكتئاب، بالحصول على الرعاية الصحية على الفور.

علاج اكتئاب الحمل

لابد أن تبدأ المرأة الحامل، التي تعاني من الاكتئاب بمساعدة نفسها أولاً، وذلك من خلال طلبها الواضح والصريح للحصول على العلاج، فهي أهم خطوة ويمكنها أن تطلب ذلك من طبيبها الخاص، ومناقشته في الخيارات الأفضل لحل تلك المشكلة.

الأدوية لعلاج الاكتئاب أثناء الحمل

يخشى الكثير من الأطباء، استخدام الأدوية في علاج حالات الاكتئاب أثناء الحمل، نظرًا لما أثبتته البحوث من إصابة الأجنة فيما بعد، بتشوهات خلقية ومشاكل بالقلب وارتفاع ضغط الدم، نتيجة وصول تلك العقاقير إلى دمائهم من خلال المشيمة. وقد تستطيع المرأة الحامل أن تتغلب على الاكتئاب، من خلال مجموعات الدعم النفسي، إلا أن الحالات الشديدة قد تستدعي تدخلاً بالعقاقير إلى جانب العلاج النفسي، بالطبع، وإذا كان العلاج باستخدام العقاقير، هو الحل الأمثل لتجاوز تلك الحالة الشديدة ، فلابد أن يتم ذلك تحت إشراف فريق طبي كبير، متخصص في تلك الحالات.

الطرق الطبيعية لعلاج الاكتئاب أثناء الحمل

مع الجدل المستمر بشأن تناول الأدوية أثناء الحمل، تتجه معظم النساء اللاتي تعاني من الاكتئاب، خلال فترة الحمل إلى الكثير من الطرق الطبيعية للعلاج، مثل مجموعات الدعم النفسي، والعلاج بالضوء والحديث النفسي، مع المختصين من الأطباء، وكلها وسائل علاجية آمنة، لا تتسبب في أذى للأم أو الطفل فيما بعد.

ومن أشهر الوسائل الآمنة الأخرى، في علاج اكتئاب الحمل، هو ممارسة الأم للرياضة المفضلة لها، نظرًا لمساعدتها في زيادة مستويات السيروتونين، وتقليل مستويات الكورتيزول، ويجب بالطبع على المرأة أن تحصل على الراحة الكافية، فقلة النوم تؤثر بشكل سلبي على العقل، وتتسبب في حالات بالغة من التوتر، كذلك النظام الغذائي للمرأة الحامل مهم للغاية، فتغيرات المزاج يمكن ربطها حاليًا بعدد من الأطعمة المختلفة، ذات القدرة والفعلية في التعامل مع تقلبات المزاج، حيث يمكن للأطعمة الغنية بكل من الإضافات الاصطناعية، ونسبة مرتفعة من الكافيين والكربوهيدرات والسكر، إلى جانب انخفاض البروتين إلى مشاكل تتعلق بالصحة والعقل معًا.

ولهذا يجب على المرأة الحامل، أن تساعد نفسها بتناول الأحماض الدهنية المعروفة باسم الأوميجا 3، فهي تساعد في التخلص من عدد من المشاكل الصحية، حيث أثبتت الدراسات أن تناولها يوميًا، يمكن أن يخفض من نسبة الاكتئاب لدى المرأة الحامل.

أيضًا الوخز بالإبر، قد يكون علاجًا فعالاً في مثل هذه الحالات، إلى جانب العلاج بالأعشاب الذي بلا شك يحوي الكثير من المكملات الغذائية والفيتامينات، التي يمكنها التأثير على المزاج وتحسينه بشكل كبير، مثل عشبة شاي القديس يوحنا، ولكن على المرأة أن تستشير طبيبها قبل تناول أية أعشاب، فالبعض منها قد يتسبب في نزيف حاد ووفاة الجنين.