الرئيسية > أمراض وحالات > إرتفاع الكولسترول

إرتفاع الكولسترول

الكولسترول هو أحد مكونات المواد الدهنية الموجودة في بلازما الدم، كما أنه عنصر أساسي في بناء جدران الخلايا الموجودة في كل أعضاء الجسم، ويتم تصنيعه داخل تلك الخلايا، في كل من الإنسان والحيوان، إلا أن خلايا النبات لا تصنع الكولسترول. كما يدخل الكولسترول في تصنيع هرمونات الغدد فوق الكلوية والغدد التناسلية، وكذلك في تصنيع أملاح عصارة الصفراء في الكبد.

تحليل الدهون في بلازما الدم

ومعظمنا يعرف أن تحليل الدهون في بلازما الدم يتكون من عدة عناصر أهمها، إلى جانب حسابات أخرى:

  • الكولسترول الكلي
  • الكولسترول منخفض الكثافة
  • الكولسترول عالي الكثافة
  • الدهون الثلاثية.

وأخطر عنصر من هذه العناصر هو الكولسترول منخفض الكثافة، حيث أنه المتهم الرئيسي في مرض تصلب الشرايين، إلى جانب الدهون الثلاثية. وعلى العكس من ذلك تماما، يعتقد أن الكولسترول عالي الكثافة هو كولسترول حميد ويوفر حماية للشرايين من مرض التصلب. وبطبيعة الحال فإن الحالة الصحية للشرايين تعتمد على التوازن بين هذه العناصر. لذلك فلا يكتفي الأطباء بطلب تحليل عنصر واحد وإنما يطلبون تحليلا كاملا يشمل العناصر كلها، ليتمكنوا من تكوين صورة دقيقة عن الحالة الصحية للمريض. وتوصي الهيئات العلمية عموما بعمل مسح شامل لتحاليل الدهون بالدم لجميع الرجال في عمر خمسة وثلاثين عاما أو أكبر، وجميع النساء في عمر خمسة وأربعين عاما أو أكبر، وكذلك لجميع المرض رجالا أو نساء في جميع الأعمار، الذين يعانون من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

مستوى الكوليسترول المثالي

تختلف النسب المسموح بها للكولسترول منخفض الكثافة بالدم حسب الحالة الصحية للمريض والأمراض الأخرى المصاحبة خاصة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين، وما إذا كان المريض قد أصيب بتصلب الشرايين فعليا أم لا. فكلما زادت الحالة الصحية خطورة ينصح بمزيد من التخفيض لمستوى الكولسترول منخفض الكثافة بالدم. فمن المرضي من ينصح بتقليل ذلك المستوى تحت 70، ومنهم من يكتفى بتقليله عندهم تحت 100 أو 130 مجم %، وهكذا. ورغم أن الكولسترول والدهون قد تترسب في العينين وفي الجلد وفي أربطة العضلات وغيرها، إلا أن الخطورة الصحية الحقيقية للكولسترول والدهون هي في تسببها في مرض تصلب الشرايين، الذي قد يصيب الكثير من أعضاء الجسم.

أسباب ارتفاع الكولسترول بالدم

قد يعود ارتفاع الكولسترول بالدم إلى الأكل غير الصحي، أو السمنة، أو يعود لأسباب وراثية، أو يكون ناتجا عن أمراض أخرى مثل مرض السكري واضطرابات الغدد الصماء مثل كسل الغدة الدرقية، وزيادة نشاط الغدد فوق الكلوية، كما قد ينتج عن تناول الكحوليات، وبعض أمراض الكلى، و الفشل الكلوي الذي يعالج بالاستصفاء الدموي، وقد يكون من الأعراض الجانبية لبعض العقاقير.

الكولسترول والطعام

من المعروف أن الوجبات الغذائية تؤثر على نسبة الكولسترول بالدم ولكن مقدار هذا التأثير يختلف من شخص إلى آخر. فكثرة تناول الوجبات الغنية بالكولسترول قد يؤدي إلى ارتفاع نسبته بالدم. ومن المفارقات أن الإقلال الشديد من تناول الغذاء المحتوي على الكولسترول قد يدفع الكبد إلى زيادة تصنيع الكولسترول، لتعويض النقص وإمداد خلايا الجسم الأخرى بما تحتاجه من الكولسترول، لكن نشاط الكبد هذا قد يكون مفرطا لدرجة تؤدي إلى زيادة الكولسترول بالدم.

الأطعمة التي تقلل الكولسترول منخفض الكثافة (الكولسترول الضار) بالدم

  • الأطعمة المحتوية على ألياف تقلل امتصاص الكولسترول من الأمعاء مثل الفاصوليا والتفاح والكمثرى والشوفان.
  • أطعنة نباتية كثيرة أهمها: المكسرات خاصة اللوز، والأفوكادو، وزيت الزيتون، وعصير البرتقال مضافا إليه مادة ” استيرول ” النباتية.
  • الأسماك، خاصة أسماك التونة والرنجة والسلمون والماكريل، لما تحتويه من نسبة عالية من الأحماض الدهنية من نوع أوميجا 3.
  • بروتينات أمصال الألبان.

الأطعمة التي ترفع الكولسترول منخفض الكثافة بالدم

  • الألبان كاملة الدسم ومنتجاتها من الزبد والجبن وغيرهما.
  • اللحوم الدهنية لما تحتويه من مواد دهنية مشبعه، ويشمل ذلك الدهون البيضاء في لحوم الأبقار وغيرها وجلود الدواجن.

مرض تصلب الشرايين

  • مرض تصلب الشرايين هو مرض يصيب شرايين الجسم كلها في معظم الأحوال، ولكن أخطرها هي تلك المرتبطة بالأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، خاصة الشرايين التاجية للقلب، وشرايين المخ والعينين والكلى والأطراف.
  • ويعتقد أن تصلب الشرايين ينتج عن مجموعة من التغيرات المرضية في جدران الشرايين، منها ترسب المواد الدهنية خاصة الكولسترول منخفض الكثافة في جدار الشرايين، مصحوبا بالتهابات يليها تكوين للأنسجة الليفية ونزيف وتجلطات في هذا الجدار، حتى ينتهي الأمر بتصنيع كتلة صلبة تتكون من خليط من الألياف والكولسترول وخلايا الدم البيضاء والحمراء والجلطات والنزيف، كل هذا في كتلة تكبر تدريجيا بمرور السنين حتى تبرز في التجويف الداخلي للشريان، وتؤدي إلى ضيق في منطقة محدودة، أو ضيق ممتد لمسافات طويلة. وينتج عن هذا الضيق بطبيعة الحال نقص في كمية الدم التي تسري في هذا الشريان مما يؤثر على العضو المصاب، كالقلب أو المخ أو غيره.
  • ويعتقد أن تصلب الشرايين يبدأ منذ الصغر في كل البشر أو معظمهم، ولكنه يتطور ببطء شديد على مدى سنين العمر. وتختلف السرعة التي يتطور بها من شخص إلى آخر.
  • فمن الناس من يصل عنده تصلب الشرايين إلى درجة مؤثرة تؤدي إلى أمراض مختلفة، مثل قصور الشرايين التاجية للقلب، أو قصور شرايين المخ…. الخ. ويحدث هذا في غالبية هؤلاء المرضى بعد سن الأربعين في الرجال أو بعد ذلك في النساء. ولكنه قد يحدث قبل هذه السن عند البعض، وقد لا يصل أبدا إلى الدرجة المؤثرة عند الكثيرين. ومن النادر أن تظهر أعراض تصلب الشرايين في فترة الطفولة أو فترة الصبا، ويحدث هذا عادة عند مرضى اضطراب التمثيل الغذائي للدهون الوراثي.

عوامل الخطورة

وهناك عوامل تزيد كثيرا من فرصة إصابة الشخص بمرض تصلب الشرايين وتسمى عوامل الخطورة. وتقسم هذه العوامل إلى نوعين:

  • عوامل لايمكن التحكم فيها مثل: تقدم العمر، ووجود تاريخ عائلي للمرض.
  • عوامل يمكن التحكم فيها: وأهمها ارتفاع الكولسترول بالدم، وارتفاع الدهون الثلاثية بالدم، ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والتدخين، وقلة النشاط الجسماني وعدم ممارسة الرياضة.

أعراض المرض

تختلف أعراض مرض تصلب الشرايين باختلاف العضو المصاب. فتصلب الشرايين التاجية للقلب قد يؤدي إلى الذبحة الصدرية أو الجلطة الحادة، وضعف عضلة القلب وما يصاحبها من ضيق بالتنفس والضعف العام والتعب السربع لأقل مجهود. أما تصلب شرايين المخ فقد يؤدي إلى جلطة أو نزيف بالمخ وما قد يصاحب هذا من شلل نصفي أو تشنجات أو غيبوبة. وتصلب شرايين الساقين قد يؤدي إلى آلام بالساقين أثناء المشي قد تجبر المريض على التوقف لفترة يعاود بعدها المشي وهكذا، وقد يؤدي إلى الغنغرينا وفقدان الساق أو جزء منه. وتصلب شرايين الأعضاء التناسلية قد يؤدي إلى الضعف الجنسي. وتصلب شرايين العينين قد يؤدي إلى ضعف الإبصار أو فقدانه …. وهكذا.

الوقاية من تصلب الشرايين

للوقاية من تصلب الشرايين ينصح باتباع مايلي:

  • الأكل الصحي: وذلك بالإقلال من الأطعمة التي ترفع الكولسترول منخفض الكثافة بالدم أو تجنبها ما أمكن، والإكثار من تلك التي تقلل الكولسترول منخفض الكثافة بالدم، والمذكورة آنفا.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • المحافظة على الوزن المثالي للجسم. ويعرف الوزن المثالي عادة بحساب معامل كتلة الجسم وهو يساوي: وزن الجسم بالكيلو جرام مقسوما على مربع الطول بالمتر. فمثلا إذا كان وزن المريض 84 كيلوجراما وطول المريض 1.7 مترا فمربع الطول يساوي 2.89 ومعامل كتلة الجسم يساوي: 84 ÷ 2.89 = 29 وهكذا. والمعامل الطبيعي يتراوح بين 18-24.9، ومن 25-29.9 يعتبر زيادة في الوزن. أما السمنة فيتم تشخيصها إذا كان معامل كتلة الجسم 30 فأكثر.
  • الامتناع التام عن التدخين.
  • التشخيص المبكر والمبادرة إلى علاج مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية بالدم.

وعن طريق الوقاية يمكن تجنب الكثير من الأمراض شديدة الخطورة التي تنتج عن تصلب الشرايين، فالحكمة الخالدة تقول: الوقاية خير من العلاج.