الرئيسية > أمراض وحالات > التسمم الغذائي

التسمم الغذائي

ما هو التسمم الغذائي؟

يعتبر التسمم الغذائي واحدًا من الأمراض الشهيرة التي من الممكن أن تُصاب بها نتيجة تناول أطعمة ملوثة أو فاسدة أو ربما سامة. و تتراوح شدة الإصابة وفقًا لنوع الجراثيم التي أُصيبت بها كما سنتناول سويًا خلال هذا المُقال. كما تتراوح حدة المرض من مجرد الشعور بالغثيان والإسهال إلي ربما الجفاف الشديد وتوقف التنفس والحاجة الملحة إلي الحجز بالمستشفي لفترة ربما تكون طويلة. ووفقًا للإحصائيات الأمريكية فإن هناك فرد (1) من كل ستة (6) أشخاص سوف يُصابون بالتسمم الغذائي لو لمرة واحدة خلال العام.

من هم الأشخاص الأكثر عرضه للإصابة؟

وفقًا لما جاء في تقرير مايو كلينك عن التسمم الغذائي، فإن هناك بعض الأشخاص أكثر عرضه للإصابة بالتسمم الغذائي من البعض الآخر وكذلك حدة المرض ومدته تتراوح من شخص للأخر وفيما يلي بعض الأشخاص الذين يُعدون أكثر عرضه من غيرهم:

  • كبار السن: مع تقدمك في العمر ، قد لا يستجيب جهازك المناعي بسرعة وكفاءة للكائنات المعدية كما لو كنت أصغر سناً.
  • النساء الحوامل: خلال فترة الحمل ، قد تزيد التغيرات في عمليات الهضم وكذلك الدورة الدموية من خطر التسمم الغذائي. و قد يكون رد فعلك أكثر حدة أثناء الحمل. ومع ذلك فنادرًا ما يُصاب طفلك أيضًا بالمرض.
  • الرضع والأطفال الصغار: جهازهم المناعي لم يتطور بشكل كامل ومن ثم تكون حدة إصابتهم بالمرض بالغة.
  • الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة: أو الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان فذلك يقلل من الاستجابة المناعية لهم في أوثات الإصابة بأية جراثيم أو بكتريا.

كيف يتم تلوث الطعام؟

يمكن أن يصبح الغذاء ملوثًا في أي مرحلة من مراحل تجهيزه سواء الإنتاج أو المعالجة أو الطهي. على سبيل المثال ، يمكن أن تكون ملوثة من قبل:

  • عدم طهي الطعام جيدا (ولا سيما اللحوم)
  • عدم تخزين الطعام بشكل صحيح الذي يحتاج إلى تبريد في أقل من 5 درجات مئوية
  • ترك الطعام المطبوخ لمدة طويلة في درجات الحرارة المرتفعة
  • لا يكفي إعادة تسخين الطعام المطبوخ سابقً لجعله صالحًا
  • شخص مريض أو لديه أيد متسخة مُصابة بالجراثيم والميكروبات تلامس و تتعامل مع الطعام
  • تناول الأطعمة منتهية الصلاحية
  • الأطعمة التي تتعرض بشكل خاص للتلوث إذا لم يتم معالجتها أو تخزينها أو طهيها بشكل صحيح تشمل (اللحوم النيئة والدواجن، البيض الخام، المحار الخام، حليب غير مبستر، أطعمة “جاهزة للأكل”، مثل شرائح اللحم المطبوخ، والبازل، والجبن الطري، والسندويشات المعبأة مسبقًا)

أعراض التسمم الغذائي

إذا حدث وأن أُصبت ببعض البكتريا أو السموم التي تؤدي إلي التسمم الغذائي فإن هناك إحتمال أن تمر الإصابة بدون أية أعراض أو أن يتم اكتشافها نهائيًا. كذلك أيضًا فإن الأعراض تختلف اعتمادًا على مصدر الإصابة. وتعتمد طول الوقت الذي يستغرقه ظهور الأعراض على مصدر العدوى، والتي من الممكن أن تتراوح من ساعة إلى 28 يومًا. و تشمل الأعراض الشائعة للتسمم الغذائي علي التالي (ولكي يتم تشخيص الإصابة بتسمم غذائي لابد من وجود ثلاثة أعراض مما يلي):

  • الشعور بالمغص
  • الإسهال
  • القيء
  • فقدان الشهية
  • حمى خفيفة (ارتفاع خفيف في درجة الحرارة)
  • ضعف عام في قوي الجسم
  • الشعور بالغثيان
  • الصداع

وهذه تعتبر الأعراض البسيطة للتسمم الغذائي، أما خصوص أعراض التسمم الغذائي والذي من الممكن أن بُهدد الحياة فهي كالتالي:

  • الإسهال مستمر لأكثر من ثلاثة أيام
  • حمى (ارتفاع في درجة الحرارة) أعلى من 101.5 درجة فهرنهايت
  • صعوبة في الرؤية أو التحدث
  • ظهور أعراض الجفاف الشديد، والتي قد تشتمل علي ( جفاف الفم، مرور قليل أو عدم وجود البول، جفاف في طبقة الجلد، الرغبة الدائمة الغير مُفسرة لشرب الماء)
  • حدوث التبول الدموي

إذا واجهت أيًا من هذه الأعراض، فيجب عليك الاتصال بالطبيب على الفور أو اللجوء لأقرب مستشفي أو مركز متخصص في السموم.

الحالات التي يجب عليك التوجه فيها للطبيب فورًا:

  • إذا كنت تعاني من أعراض شديدة – على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من الجفاف نتيجة تكرار عملية الإسهال والقيء.
  • لا تبدأ الأعراض بالتحسن بعد بضعة أيام
  • لديك أعراض الجفاف الشديد، مثل الارتباك، وسرعة ضربات القلب، وقلة مرور كميات البول.
  • إذا كنتي حامل
  • القيء أو البراز المدمم
  • الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام
  • ألم شديد أو تشنجات بطنية شديدة
  • درجة حرارة الفم أعلى من 100.4 فهرنهايت (38 درجة مئوية)
  • أعراض عصبية مثل الرؤية الباهتة وضعف العضلات والوخز في الذراعين
  • إذا كنت فوق الستين عامًا
  • إذا كان طفلك أو أية طفل صغير يشتبه في إصابته بالتسمم الغذائي
  • إذا كنت تعاني من مرض مزمن كامن طويل الأمد، مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD)، وأمراض القلب ، ومرض البول السكري أو أمراض الكلى
  • لديك جهاز مناعة ضعيف – على سبيل المثال، بسبب أدوية علاج السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية

في هذه الحالات يجب عليك التوجه فورًا إلي طبيبك الخاص وذلك لكي يتثني له أخذ عينة من البراز للتحليل مع وصف المضادات الحيوية إذا لزم الأمر، أو التحويل إلي المستشفي وذلك لكي تتسني العناية عن قرب.

أنواع ومسببات التسمم الغذائي

يمكن إرجاع معظم حالات التسمم الغذائي إلى أحد الأسباب الرئيسية الثلاثة التالية:

البكتيريا

تعتبر البكتيريا هي السبب الأكثر انتشارًا للتسمم الغذائي حول العالم. و عند التفكير في البكتيريا الخطيرة التي من الممكن أن تتسبب في ذلك فلابد وأن يتبادر إلى الذهن أسماء مثل E. coli و Listeria و Salmonella وذلك لأسباب وجيه. فالسالمونيلا هي أكبر متهم في حالات التسمم الغذائي الخطيرة حول العالم وبالأخص في الولايات المتحدة الأمريكية. ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها هناك ، فإن ما يقدر بنحو 1.000.000 حالة من حالات التسمم الغذائي سنويًا، بما في ذلك ما يقرب من 20.000 حالة تحتاج إلي الدخول والحجز في المستشفى، يمكن إرجاع سببها إلى عدوى السالمونيلا.

طفيليات

يعتبر التسمم الغذائي الناجم عن الطفيليات ليس شائعًا مثل التسمم الغذائي الناجم عن البكتيريا، ولكن الطفيليات التي تنتشر عن طريق الغذاء لا تزال خطيرة جدًا. وتعتبر التوكسوبلازما هي الطفيل الذي يُرى في أغلب الأحيان في حالات التسمم الغذائي. والتي عادةً ما تكون موجودة في صناديق القمامة. كما يمكن أن تعيش الطفيليات في الجهاز الهضمي للإنسان دون أن يتم اكتشافها لسنوات طويلة دون أن تتسبب في حدوث تسمم غذائي. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة والنساء الحوامل يواجهون آثارًا جانبية خطيرة إذا استقرت الطفيليات في أمعائهم.

الفيروسات

كما يمكن أن يتنج التسمم الغذائي عن طريق الفيروسات. حيث يتسبب فيروس norovirus، المعروف أيضًا باسم فيروس norwalk، في أكثر من 19 مليون حالة تسمم غذائي كل عام. و في بعض الحالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. كما تسبب كلاً من الفيروسات التالية – sapovirus, rotavirus, astrovirus – في ظهور أعراض مشابهة ولكنها أقل شيوعًا. كما يعتبر فيروس التهاب الكبد الوبائي A هو واحد من الفيروسات الخطيرة التي من الممكن أن تنتقل عن طريق الطعام.

علاج التسمم الغذائي؟

في بعض الأحيان من الممكن أن يتم علاج التسمم الغذائي في المنزل، وسوف تتحسن معظم الحالات في خلال ثلاثة إلى خمسة أيام. وذلك عن طريق التالي:

  1. تناول الكثير من المشروبات وبالأخص تلك التي تحتوي علي عدد كير من العناصر الأساسية مثل عصائر الفواكه ومياة جوز الهند حيث أن ذلك يعمل علي استعادة نسب الكربوهيدرات والمساعدة في التخلص من الإرهاق.
  2. تجنب تناول الكافيين ، والذي قد يسبب تهيج الجهاز الهضمي. وأيًا من المشروبات التي تحتوي عليه لأنه يؤدي إلي تهيج المعدة.
  3. يمكن أن تساعد الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل إيموديوم وبيبتو-بيسمول في السيطرة على الإسهال وقمع الغثيان. ومع ذلك ، يجب عليك مراجعة طبيبك قبل استخدام هذه الأدوية ، حيث أن عمليتي القيء والإسهال تعتبران ضروريتان لتخليص الجسم من السموم ولكن للأسف فإنه تؤدي إلي الجفاف وإختلال العناصر الأساسية في الجسم ومن ثم فإنه يُنصح وبشدة مراجعة الطبيب باستمرار.
  4. أيًا من المهم للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التسمم الغذائي الحصول على الكثير من الراحة.

 

في الحالات الشديدة من التسمم الغذائي، قد يحتاج المصابين إلي إعادة التروية لهم وذلك عن طريق إعطاء السوائل عن الوريد (IV) في المستشفى. وكذلك المضادات الحيوية اللازمة لمقاومة البكتريا المسببة لذلك. ويحتاج المصابين للمكوث فترة في المستشفي وذلك لتلقي الرعاية اللازمة واكتمال العلاج.

 

الوقاية من التسمم الغذائي؟

لمنع حدوث التسمم الغذائي في المنزل يجب عليك اتباع التالي:

  • اغسل يديك جيداً بالماء الدافئ والصابون قبل وبعد تناول الطعام وكذلك باستمرار أثناء تحضير الطعام وأيضًا اغسل ادوات المطبخ وأسطح الطعام كثيرًا. قم باستخدم الماء الساخن والصابون لغسل الأواني وألواح التقطيع والأسطح الأخرى التي تستخدمها.
  • الحفاظ على الأطعمة النيئة منفصلة عن الأطعمة الجاهزة للأكل. عند التسوق أو إعداد الطعام أو تخزين الطعام، ابق اللحوم النيئة والدواجن والأسماك والصدفيات بعيدة عن الأطعمة الأخرى. هذا يمنع التلوث المتبادل.
  • أيضًا عند الطهي قم بطهي الأطعمة عند درجة حرارة آمنة. أفضل طريقة لمعرفة ما إذا تم طهي الأطعمة إلى درجة حرارة آمنة هي استخدام وسيلة لقياس حرارة الطعام. حيث أنه يمكنك قتل الكائنات الحية الضارة في معظم الأطعمة عن طريق طهيها إلى درجة الحرارة المناسبة.
    طهي اللحم المفروم إلى 160 فهرنهايت (71.1 درجة مئوية) ؛ شرائح اللحم، المشوي والقطع، مثل لحم الخروف ولحم الخنزير ولحم العجول، إلى ما لا يقل عن 145 فهرنهايت (62.8 درجة مئوية). طهي الدجاج والديك الرومي إلى 165 فهرنهايت (73.9 درجة مئوية). وكذلك تأكد من طهي السمك والمحار جيدا.
  • قم بتبريد أو تجميد الأطعمة سريعة التلف على الفور – خلال ساعتين من شرائها أو إعدادها. وفي حالى ما إذا كانت درجة حرارة الغرفة أعلى من 90 فهرنهايت (32.2 درجة مئوية)، قم بتبريد الأطعمة القابلة للتلف خلال ساعة واحدة.
  • قم بالتخلص من أية أطعمة تشك في مدي جودتها. فإذا لم تكن متأكدًا من أنه قد تم إعداد الطعام أو تخزينه بأمان، فقم بتجاهله والتخلص منه. فقد يحتوي الطعام المتبقي في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة جداً على بكتيريا أو سموم لا يمكن تدميرها بالطهي. لا تذوق الطعام الذي لا تعرفه – فقط ارميه. حتى لو كانت تبدو رائحته بخير، قد لا يكون من الآمن تناول أية أطعمة لاتعلم عنها شيء.