الرئيسية > أمراض وحالات > انتفاخ البطن

انتفاخ البطن

ما زال نمط الحياة المعاصرة بتطوره السريع وأحداثه المتلاحقة هو المتهم الأول في العديد من المشكلات الصحية التي نعاني منها، حيث استجدت عادات اجتماعية وأنماط غذائية غير صحية. في محاولة لتحقيق سرعة في الإنجاز لمجابهة هذه التغيرات المتسارعة وملاحقة ركب التطور، ومن أهم هذه المشكلات الصحية ما يتعلق بالجهاز الهضمي ومنها الانتفاخ، حيث غياب ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية والافتقار للغذاء الصحي، والاتجاه للأكلات السريعة ذات المحتوى الدهني المرتفع، والإفراط في تناول المشروبات الغازية بدلًا عن الخضروات والفواكه الطازجة.

 

ما هو الانتفاخ

هو شكوى صحية تنشأ نتيجة تجمع المزيد من الغازات في المعدة والأمعاء ،والغازات مكون طبيعي ناتج من عمليات هضم المواد الغذائية داخل الجهاز الهضمي، ولكن زيادة كمية هذه الغازات قد يصاحبها تقلصات مع شعور بالامتلاء وعدم الراحة مسببة الانتفاخ، والغازات غالبًا ناتجة عن مصدرين هما مصدر خارجي ومصدر داخلي، المصدر الخارجي أي من خارج الجسم وهو ناتج عن زيادة دخول الهواء داخل الجسم، ويحدث ذلك نتيجة بعض العادات التي تسبب ابتلاع المزيد من الهواء مثالًا على ذلك تناول الأكل والشرب بسرعة، أو مضغ اللبان والتدخين، أما المصدر الداخلي، و نتيجة لعملية الهضم لبعض أنواع الغذاء، أو تخمر المواد الغذائية الغير مهضومة بالبكتيريا الضارة داخل الأمعاء الغليظة.

 

اسباب انتفاخ البطن

توجد العديد من الأسباب الطبيعية المرتبطة بأسلوب الحياة ولا سيما الأنماط الغذائية الغير صحية، والأخرى نتيجة بعض المشاكل الصحية المتصلة بالجهاز الهضمي.

 الأسباب المرتبطة بالغذاء والشراب

  1. ابتلاع الهواء من الأسباب الشائعة التي يجهلها الكثيرون، وابتلاع كمية بسيطة من الهواء يتم في الأحوال العادية أثناء الأكل والشرب وهي حالة مرتبطة بالأشخاص الذين يعانون من التوتر أو الاضطراب العصبي، ولكن قد تزيد كميات الهواء الداخل من خلال الفم نتيجة لبعض العادات السيئة، مثل تناول الأكل والشرب بطريقة سريعة، وتكرار مضغ اللبان والتدخين وفي حالة استعمال أطقم أسنان غير مناسبة، مما يسبب الشكوى من تجمع المزيد من الغازات والانتفاخ.
  2. بعض أنواع الأغذية والمشروبات مثل البقوليات تحتوي على نوع من الكربوهيدرات غير قابلة للهضم أو الامتصاص، وتصل للقولون على هيئة مواد غير مهضومة تتعرض للتخمر والتحلل من البكتيريا، فتنتج الغازات نتيجة لعمليات التحلل مسببة الانتفاخ.
  3. المنتجات التي يستخدم في صناعتها سكر السوربيتول، مثل اللبان الخالي من السكر ومنتجات الحميات الغذائية، حيث يعتبر السوربيتول الموجود في المحليات الصناعية مواد لا يستطيع الجهاز الهضمي تحللها مما يؤدى إلي تخمرها وإنتاج المزيد من الغازات. نذكر بعض الأطعمة التي تسبب الانتفاخ:
  •  البقوليات مثل الفول والفاصوليا واللوبيا والبسلة والعدس.
  • البروكلي والكرنب والقرنبيط سواء كانت طازجة أو تم طبخها.
  • بعض أنواع الفواكه التي تحتوي على سكر السوربيتول ونجده في الخوخ والتفاح.
  •  الفواكه المجففة.
  •  منتجات الألبان مثل اللبن والجبن والآيس كريم، وذلك في حالة بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه اللاكتوز.
  •  البصل والثوم والباذنجان.
  •  الدهون والزيوت وكل الأكلات الدسمة والمقلية، وأيضًا الأكلات المليئة بالتوابل والبهارات.
  • الإفراط في المشروبات الغازية والتي تحتوي على الصودا فهي تعمل علي زيادة ثاني أكيد الكربون في المعدة.
  • المخبوزات والمعجنات المصنوعة من دقيق القمح، وخاصةً في الأشخاص المصابين بحساسية الجلوتين الموجود في القمح.
  •  الاكثار من الألياف، حيث تعتبر الألياف ضرورية لحركة الأمعاء ولكن الإفراط في تناولها قد يسبب الانتفاخ.

 الأسباب الصحية

  1. قد يكون الانتفاخ عرضًا مصاحب للعديد من الحالات المرضية، ولكن يصحبه أعراض أخرى تميز كل مرض عن لآخر مما يستوجب استشارة الطبيب المختص، وفيما يلي بعض المشاكل الصحية المتصلة بالجهاز الهضمي التي قد تسبب الانتفاخ.
  2. حساسية اللاكتوز: هو عدم قدرة الأمعاء الدقيقة في الجهاز الهضمي على هضم سكر اللاكتوز، واللاكتوز هو سكر طبيعي يوجد في الألبان ومنتجاتها مثل اللبن والزبادي، وفي هذه الحالة تتوقف الأمعاء الدقيقة عن إنتاج الكمية اللازمة من أنزيم اللاكتيز المسئول عن هضم سكر اللاكتوز، وفي حالة حدوث ذلك ينتقل سكر اللاكتوز من الأمعاء الدقيقة للأمعاء الغليظ بدون هضم، مسببًا تكون الغازات وأعراض الانتفاخ وذلك نتيجة تفاعل اللاكتوز الغير مهضوم مع البكتيريا الموجودة داخل الأمعاء الغليظة.
  3. الإمساك: حيث بقاء الفضلات لوقت طويل داخل الأمعاء يؤدي لنشاط البكتيريا، ويحدث تخمر وتتكون الغازات المسببة الانتفاخ.
  4. عسر الهضم: وفي هذه الحالة يصاحب الانتفاخ أعراض أخرى مثل آلام متكررة بالبطن وشعور بالقيء أو الغثيان وحرقة بالمعدة.
  5.  الإصابة بالأميبا والجيارديا وإي كولاى.E coli.
  6.  تسمم الغذاء.
  7. القولون العصبي.
  8. التهاب المعدة والإصابة بالميكروب الحلزوني H.Pylori، الاستسقاء وغيرها من الأمراض التي يصاحبها أعراض قد تكون أكثر تمييزًا لتشخيص المرض مثل انسداد الأمعاء والاضطراب في وظائف البنكرياس والفتاق.

الأدوية

قد يسبب عسر الهضم الناتج عن تناول بعض الأدوية الانتفاخ، مثل المضادات الحيوية وبعض المسكنات مثل الايبروفين وبعض الملينات.

 

علاج انتفاخ البطن

يتم العلاج على ثلاث محاور أساسية وهم اتباع نمط غذائي صحي يناسب حالة المريض والإقلاع عن العادات الخاطئة والعلاج الدوائي لأعراض الانتفاخ أو علاج بعض الأمراض المرتبطة بتكون الغازات في حالة وجودها، ويتوفر العديد من الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية، وفيما يلي بعض النصائح التي أبرزتها العديد من الدراسات والأبحاث في هذا الشأن التي أفادت في التخلص من شكوى الانتفاخ.

نصائح طبية

  • تجنب الأغذية ذات المحتوي المرتفع من الكربوهيدرات الغير قابلة للامتصاص والهضم، مثل الفاصوليا واللوبيا والكرنب وغيرها من الأنواع التي تم ذكرها في الأطعمة المسببة الانتفاخ، واستبدالها بالأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات السهلة الهضم مثل البطاطس والأرز والموز.
  • تجنب بعض المنتجات المصنعة التي تحتوي على مكونات مسببة للانتفاخ مثل المأكولات ذات السكريات الصناعية واللبان خالي السكر.
  • استبدال الثلاث وجبات الرئيسة بخمس أو ست وجبات صغيرة.
  •  الأكل والشرب ببطء مع مضغ الطعام جيدًا، فعملية الهضم تبدأ من الفم، بداية امتزاج الطعام باللعاب الموجود بالفم.
  • يعتبر مضغ اللبان من الأشياء التي يجب تجنبها في الشخص الذي يعاني من الانتفاخ، حيث يسبب ابتلاع المزيد من الهواء إلى جانب احتواء بعض الأنواع على السوربيتول الذي يصعب هضمه.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  • تجنب المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الصودا مثل الكيك الاسفنجية والمشروبات الغازية والبيرة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام والنشاط الحركي من أهم الوسائل المتبعة لعلاج عسر الهضم، حيث يؤدي تنشيط الدورة الدموية لزيادة الدم المتدفق للأمعاء، فيساعد على انتظام حركتها وتنشيط الهضم.

العلاج الدوائي

  • أقراص الفحم المنشط يعمل على امتصاص الغازات في الأمعاء، ويعمل على تخفيف أعراض الانتفاخ في حالة تناوله قبل أو بعد الوجبات.
  • مضادات الحموضة تعمل على امتصاص الغازات داخل المعدة ولكنها ليس لها أي تأثير على الغازات المعوية.
  •  المضادات الحيوية.
  •  أدوية تحتوي على انزيمات الهضم لتحسين عملية الهضم مثل اللاكتيز للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز.

الوقاية

إن الوقاية والحد من الانتفاخ، يكمن في تعرف الفرد على نوع الغذاء الذي يزيد من تكون الغازات لديه، فقد يختلف المسبب الرئيسي من فرد للآخر، ويمكن ذلك من خلال اختبار لنوع محدد من الغذاء بإضافته لوجبة بسيطة، ثم ملاحظة حدوث الانتفاخ من عدمه، وبذلك يمكن تحديد أنواع الأغذية المسببة لتكوين الغازات ومحاولة التقليل منها، حيث يصعب منع بعضها، خاصًة أنواع الغذاء ذات القيمة الغذائية العالية التي لا نستطيع حرمان الجسم مما بها من فوائد جمة، ولكن يتم تناولها بكميات غير مبالغ فيها، مع التعود على الأكل والشرب ببطء مع مضغ الطعام جيدًا وتقسيم الوجبات لعدة وجبات صغيرة والإقلاع عن التدخين، الحرص و الالتزام بممارسة الرياضة والنشاط البدني.