الرئيسية > أمراض وحالات > علاج كحة الحساسية

علاج كحة الحساسية

الكحة (السعال) من الأفعال المنعكسة في جسم الإنسان، وتنشأ عندما تحس مستقبلات عصبية معينة في ممرات الهواء بوجود شيء غريب، مثل مؤثر من مؤثرات الحساسية أو ميكروب أو جسم غريب، فترسل تلك المستقبلات إشارات إلى المخ، والذي يرسل بدوره استجابة كيماوية خاصة تؤدي إلى الكحة، في محاولة للتخلص من ذلك الشيء الغريب. فالكحة إذن حيلة دفاعية من حيل الجسم الإنساني. وتتميز كحة الحساسية بأنها تحدث وتتكرر عند التعرض لمهيج معين، مثل فصل معين من فصول السنة، أو مكان معين دون غيره من الأماكن، أو درجة حرارة معينة للجو، أو عند تدخين السجائر أو التعرض لأبخرة معينة … الخ. كما أنها قد تكون مصحوبة بأعراض أخرى من أعراض الحساسية، مثل حساسية العينين أو الحلق أو غيرها. وغالبا ما تكون كحة الحساسية مصحوبة بخروج بلغم أبيض اللون. وعلى خلاف ذلك تكون الكحة الناشئة عن التهاب ميكروبي، والتي تحدث في صورة حادة ومؤقتة ومصحوبة في أغلب الأحوال بالبلغم الملون باللون الأصفر أو الأخضر، مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم. وربما استمرت كحة الحساسية لأيام أو حتى لشهور، وبذلك تكون مزعجة جدا للمريض. مثل أي مرض آخر، فإن أهم عناصر العلاج هو علاج السبب الذي يؤدي إلى المرض. ويتلخص ذلك في تجنب المؤثرات التي تنشأ منها الحساسية، مثل التدخين والأبخرة وما شابه.

علاج أسباب الحساسية

تحتاج بعض أسباب الحساسية إلى إجراء اختبارات جلدية للحساسية، لمعرفة السبب وراءها، خاصة الأشياء الموجودة بمنزل المريض، مثل غبار المنازل، أو بعض الأقمشة، أو الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، أو السجاد أو الموكيت … الخ. وإذا استطاعت الاختبارات تحديد مؤثر معين، ربما أمكن ساعتها حقن المريض بلقاحات مضادة تقضي على الحساسية، أو على الأقل نصح المريض بتجنب تلك المؤثرات ما أمكنه ذلك.

مضادات الحساسية

  • وهناك أدوية تسمى مضادات الحساسية، وهي أدوية مضادة لمادة ” هستامين ” التي تلعب دورا أساسيا في التفاعلات التي تحدث في الجسم في أمراض الحساسية عموما، ولذلك تستخدم هذه الأدوية في علاج مختلف أمراض الحساسية، مثل حساسية الأنف أو الشعب الهوائية أو العينين أو الحساسية الجلدية.
  • الأجيال القديمة من هذه الأدوية كانت لها أعراض جانبية مزجة مثل جفاف الحلق، والنعاس أو حتى النوم العميق، الذي يعوق حياة المريض، ويمنعه من ممارسة أعماله بشكل طبيعي، ويمنعه من قيادة السيارة. ومن أمثلة تلك الأدوية دواء: ” دايفن هايدرامين ” ودواء ” كلور فينيرامين “.
  • إلا أنه لحسن الحظ أمكن تصنيع أجيال جديدة من هذه الأدوية ذات أعراض جانبية بسيطة للغاية، ويستطيع معظم المرضى تناولها مع ممارسة أنشطة الحياة وقيادة السيارة بشكل طبيعي. ومن أمثلة تلك الأدوية دواء: ” سيتيريزين ” ودواء ” لوراتادين ” ودواء ” فيكسوفينادين “.
  • وهذه الأدوية عموما آمنة، إلا في نسبة قليلة من المرضى، فقد تكون لها آثار ضارة، مثل تسببها في اختلال نبضات القلب عند بعض الأشخاص. ولذلك فالنصيحة العامة هي عدم استخدام الأدوية عموما إلا بعد استشارة الطبيب.

كورتيزون

وفي الحالات الشديدة للحساسية، ومنها حساسية الشعب الهوائية التي تسبب سعالا شديدا، قد يحتاج المريض لاستخدام أدوية أقوى من مضادات “هستامين”، وهي مشتقات “كورتيزون “. ورغم أن مشتقات ” كورتيزون ” لها تأثير قوي جدا على الحساسية، وربما ساهمت في إنقاذ حياة بعض المرضى الذين يعانون من نوبات ضيق شديد بالشعب الهوائية مع كحة الحساسية، إلا أن استخدامها لفترات طويلة يتسبب في أعراض جانبية خطيرة جدا، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى السكر بالدم أو الظهور الجديد لمرض السكري، وهشاشة العظام، وغير ذلك.

البخاخات

وتحتاج كحة الحساسية المصحوبة بضيق بالشعب الهوائية إلى استخدام الأدوية الموسعة للشعب الهوائية، والتي يفضل تناولها عن طريق البخاخات وأجهزة التبخير. ومن أمثلة تلك الأدوية دواء ” فورموتيرول ” ودواء ” إبراتروبيام “. وكثيرا ما يحتاج هؤلاء المرضى كذلك إلى استنشاق الأكسجين وإلى تمرينات العلاج الطبيعي الخاصة بالتنفس.