الرئيسية > أمراض وحالات > تساقط الشعر الوراثي

تساقط الشعر الوراثي

تساقط الشعر يصيب شعر الرأس عادة، لكنه قد يصيب أيضا الشعر في الأماكن الأخرى من الجسم. وكثيرا ما يؤدي تساقط الشعر إلى آثار نفسية سيئة، نتيجة التغيير الذي يحدث في هيئة الشخص المصاب ومظهره أمام الآخرين. وقد يكون تساقط الشعر مصحوبا بالتهابات وندبات، وقد لا يكون مصحوبا بأي من ذلك.

أسباب تساقط الشعر

لتساقط الشعر أسباب كثيرة – فأما التساقط الذي لا يصاحبه التهابات أو ندبات فأشهره الصلع عند الرجال، الذي ينتج عن تضافر الأسباب الوراثية مع هرمون الذكورة. وهناك صلع النساء الذي لا يعرف سببه على وجه التحديد، وكذلك مرض الصلع المحدود، الذي ينتج عن اختلال في جهاز المناعة، ومرض ترقق الشعر الذي يعتقد أنه ينتج عن التعرض لضغوط جسدية ونفسية شديدة. وقد ينتج هذا النوع أيضا من اعتياد الشخص على شد شعره، أو بسبب بعض العقاقير، أو أمراض الغدد الصماء مثل قصور وظيفة الغدة الدرقية، أو سوء التغذية مثل نقص عنصر الحديد. وأما تساقط الشعر المصحوب بالالتهابات والندبات فقد يكون ناتجا عن إصابة الشعر ببعض الفطريات، أو أمراض جهاز المناعة مثل مرض الذئبة الحمراء، أو العلاج بالإشعاع أو العلاج الكيماوي للأورام الخبيثة.

خرافات فيما يتعلق بتساقط الشعر

هناك أفكار خاطئة منتشرة بين عامة الناس، منها أن ارتداء القبعات يزيد من الصلع، أو أن التعرض للشمس أو الإكثار من السكريات، أو كثرة ممارسة الجنس، يزيد من الصلع، وبناء على هذا يجب تجنب هذه الأمور للوقاية من الصلع، ولكن لم تثبت صحة هذه الأفكار.

ما هو تساقط الشعر الوراثي

تساقط الشعر الوراثي أو الصلع الوراثي، هو أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعا على الإطلاق بين الرجال والنساء، ولا يعتبر مرضا حقيقيا، ولكنه تطور طبيعي ناتج عن تضافر عوامل وراثية، مع مستوى الهرمونات الجنسية في الجسم، إلى جانب تقدم العمر. فمعظم الرجال والنساء يلاحظون ترقق الشعر وضعفه وزيادة تساقطه مع تقدم العمر. ويبدأ هذا الصلع في الظهور الملحوظ عند عمر العشرين أو الثلاثين في الرجال، ولكنه غالبا ما يتأخر إلى ما بعد انقطاع الطمث في النساء، أي بعد سن الأربعين أو الخمسين. وإلى جانب تأخر ظهور الحالة عند النساء عن الرجال فإن نسبة الصلع الوراثي في الرجال أكبر من النساء – ففي مقابل كل خمسة رجال مصابين توجد ثلاث نساء. ويرتبط هذا النوع من الصلع، كما يعتقد معظم الباحثين، بتركيبة كيماوية خاصة لهرمون الذكورة ” تستوستيرون “، ولذلك يسمى الصلع الذكوري، سواء في الرجال أو النساء. ويتميز الصلع الذكوري بتغييرات في دورة النمو الطبيعية للشعر، الذي يصبح أقصر وأنحف، حتى يتطور الأمر إلى التوقف التام لنمو الشعر في بعض مناطق الرأس. ويرتبط الصلع الذكوري كذلك بعوامل وراثية (جينات) متعددة تتم وراثتها من الأب والأم على السواء وليس من عائلة الأم فقط كما يعتقد البعض.

أعراض تساقط الشعر الوراثي

ربما يفقد الإنسان الطبيعي حوالي مائة شعرة كل يوم، وربما يفقد حوالي مائتين وخمسين شعرة عند الاستحمام بالماء والشامبو. ومن الطبيعي أن يتم تعويض الشعر المتساقط بنمو شعر جديد، ولكن ذلك لا يحدث بالمعدل الطبيعي عند المصابين بالصلع. ومجرد ملاحظة الشعر المتساقط على المخدة لا يعتبر شيئا غير طبيعي، وإنما يجب ملاحظة تطور الحالة والشكل الذي تظهر عليه منطقة الصلع. ففي الرجال يبدأ تساقط الشعر الوراثي عادة أولا على جانبي الجبهة ويمتد إلى الخلف، لكنه قد يبدأ من الخلف ويمتد إلى الأمام عند البعض. وفي الحالات الشديدة ربما لا يتبقى من شعر الرأس إلا شريط بسيط على جانبي الرأس وفي مؤخرتها. أما في النساء فيكون الصلع عادة أكثر تخفيا، حيث يظهر في منتصف الرأس من أعلى، بينما يظل الشعر في مقدمة الجبهة طبيعيا. وفقدان الشعر في الأماكن المذكورة في الرجال أو النساء لا يكون فقدانا كاملا، وإنما جزئيا، في أغلب الأحوال. وفي حالة الفقدان التام للشعر في مكان ما من الرأس فيجب البحث عن سبب آخر لتساقط الشعر، مثل إصابة الشعر بالفطريات أو مرض تساقط الشعر المحدود الناتج عن اختلال في جهاز المناعة. فالتشخيص الدقيق لسبب تساقط الشعر هو أول خطوات العلاج الصحيح.

تشخيص تساقط الشعر الوراثي

يتم تشخيص حالات الصلع الوراثي بالاعتماد على المظهر المعروف لهذا النوع من الصلع في الرجال والنساء، إلى جانب وجود حالات مماثلة عند أفراد آخرين من أفراد العائلة. ولا يكون هذا النوع من الصلع مصحوبا بأية مظاهر للالتهابات الفطرية أو الندبات. ولا يحتاج التشخيص لإجراء أي فحوص طبية في معظم الأحوال. وهذا النوع من الصلع نوع دائم يلازم الشخص بقية حياته.

علاج تساقط الشعر الوراثي

الأدوية

يستطيع الرجال والنساء أن يبطئوا من تطور الصلع الوراثي عندما يلاحظون بداية ظهوره. ويستخدم لهذا الغرض عقاران:

مينوكسيديل

أحدهما يستخدم للرجال والنساء على السواء وهو عقار “مينوكسيديل” الذي أصبح متاحا للبيع من دون وصفة طبية. وهذا الدواء متاح في شكل دهان للرأس يستخدم مرتين يوميا. وعقار ” مينوكسيديل ” ربما لا يساهم فقط في وقف تساقط الشعر، ولكنه أيضا قد يساعد على نمو شعر جديد، بعد المداومة على استخدامه لمدة أربعة إلى ثمانية أشهر. ويحتاج الرجال إلى التركيز الأعلى من الدهان (5%)، بينما يفضل التركيز الأقل (2%) في علاج النساء، حيث إنه يعطي الأثر المطلوب، مع تجنب ظهور شعر في وجه المرأة إذا استخدمت التركيز الأعلى. وبالرغم من تلك الفوائد، فإنه للأسف الشديد، يفقد الشخص أي فائدة حصل عليها من هذا الدواء بمجرد التوقف عن استخدامه. وللمحافظة على الفائدة ينبغي الاستمرار على العلاج مدى الحياة.

فيناستيرايد

أما العقار الثاني فإنه يستخدم فقط للرجال دون النساء، وهو عقار “فيناستيرايد”، وهو في شكل حبوب لا تصرف إلا بوصفة طبية من الطبيب المختص. ويعمل هذا العقار على وقف تصنيع التركيبة الكيماوية الخاصة من هرمون الذكورة في جسم الرجل، والتي يرتبط بها تساقط الشعر الوراثي. ونفس هذا الدواء يستخدم في الرجال أيضا، ولكن بجرعات أعلى، لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، الذي يحدث مع تقدم العمر عند بعض الرجال. وللأسف أيضا يفقد الشخص أي فائدة حصل عليها من هذا الدواء بمجرد التوقف عن استخدامه، كما هو الحال مع ” مينوكسيديل “، وللمحافظة على الفائدة ينبغي الاستمرار على العلاج مدى الحياة. وإلى جانب ذلك، فإن بعض الرجال يصابون بالضعف الجنسي مع استخدام دواء “فيناستيرايد”.

العلاج الهرموني

وهناك وسائل وقائية أخرى، إلى جانب هذين الدواءين. فهناك طائفة من النساء يصابون بالصلع الوراثي نتيجة لزيادة غير طبيعية في هرمون الذكورة عندهم، وهؤلاء ربما يستفدن من العلاج الهرموني، مثل بعض حبوب منع الحمل، لوقف تساقط الشعر لديهن.

إجتناب منتجات الشعر

ومن الوسائل الوقائية كذلك التوقف عن الوسائل المستخدمة في تطويل الشعر وصباغة الشعر والشد والتصفيف، والكريمات والزيوت والغسول والعلاج بالأعشاب، حيث أنها تساهم في زيادة سقوط الشعر.

الشعر المستعار (الباروكة)

من الطرق البسيطة التي تفيد من الناحية الجمالية أنه يمكن تعويض الشعر الساقط باستخدام الشعر المستعار (الباروكة) والضفائر المستعارة، لتغطية الرأس أو الأجزاء المكشوفة من الرأس.

العمليات الجراحية

وهناك إلى جانب ذلك بعض العمليات الجراحية التي تستخدم لعلاج هذه الحالات ومن بينها:

  • إزالة بعض الأجزاء الخالية من الشعر من جلد الرأس لتقليل مساحة الصلع.
  • نقل رقعة من فروة الرأس بها نمو طبيعي للشعر من منطقة مختفية أقل أهمية إلى منطقة أخرى أكثر أهمية من الناحية الجمالية.
  • زراعة الشعر: تنقل أجزاء دقيقة جدا من فروة الرأس بها نمو طبيعي للشعر إلي منطقة الصلع، كي ينمو الشعر في المكان الجديد، من دون التأثير على المكان الذي أخذت منه. وهذه عمليات مكلفة، وتحتاج إلى صبر طويل. فربما احتاج الإنسان المصاب بالصلع إلى مئات الرقع الدقيقة على مدى سنوات لتحقيق الهدف المنشود.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب استشارة الطبيب إذا لوحظت أي من الأعراض الآتية، والتي قد تدل على أسباب مرضية غير تساقط الشعر الوراثي يجب علاجها:

  • السقوط المفاجئ للشعر.
  • سقوط الشعر في هيئة كتل كبيرة.
  • سقوط الشعر بشكل عشوائي من رقعة محددة في فروة الرأس، غير الشكل المعروف للسقوط الوراثي.
  • احمرار جلد فروة الرأس.
  • زيادة القشر بالشعر.
  • وجود ندبات بجلد فروة الرأس.
  • سقوط الشعر في السيدات قبل عمر الثلاثين.
  • أعراض أو علامات الزيادة غير الطبيعية في هرمون الذكورة عند النساء، مثل اضطرابات الدورة الشهرية للطمث، وخشونة الصوت، وحب الشباب، وتساقط الشعر وظهور الصلع على الشكل المعروف عند الرجال، أو نمو الشعر في أماكن غير طبيعية عند المرأة مثل الوجه أو الصدر.
  • وعند الرغبة في العلاج الجراحي، يجب استشارة أطباء الأمراض الجلدية المتخصصين في تلك العمليات الجراحية.

مستقبل الحالة

يتزايد سقوط الشعر بشكل مطرد مالم تتخذ الإجراءات الوقائية المذكورة آنفا بمجرد ملاحظة تساقط الشعر. وعموما فإن الحالات تكون أكثر شدة كلما بدأت في مرحة مبكرة من العمر.