الرئيسية > أمراض وحالات > صعوبة البلع

صعوبة البلع

لا نفعل شيئًا في حياتنا أكثر من تناولنا الطعام؛ فهو أحد أهم حاجاتنا الأساسية للبقاء على قيد الحياة. ولأننا اعتدنا على تناول الطعام لا نفكر كثيرًا في كيفية فعل ذلك، ولا يخطر ببالنا كم العمليات المعقدة التي تحدث كي نقوم بفعل عادي مثل هذا. بدايةً، نشتهي الطعام ثم نتناوله ونقوم بمضغه وبلعه، ثم تتولى المعدة والأمعاء باقي الأمر. وحدوث أي مشكلة في هذه العملية تسمى مشاكل الجهاز الهضمي التي سنتناول منها الآن صعوبة البلع.

عملية البلع

تتكون عملية البلع من عدة خطوات باتساق بين الجهاز العصبي والعضلات التي تنقبض وتنبسط بطريقة لا إرادية كي نقوم ببلع الطعام، أي نقله من الفم إلى المريء ثم المعدة. فبلعك للطعام ما هو إلا انقباض للعضلات، حيث يكون أول انقباض إرادي نقوم به لنبدأ عملية البلع، التي تستمر بانقباضات متتالية لكنها لا إرادية. فالهدف من البلع هو نقل الطعام الممضوغ إلى البلعوم ثم المريء كي يصل إلى المعدة. وتعرف هذه الانقباضات بالحركة الدودية التي تنقبض فيها عضلة بينما ترتخي العضلة التي أسفلها، وهكذا حتى تدفع الطعام إلى المعدة. ولا تتوقف الحركة الدودية في المعدة بل تستمر عبر الجهاز الهضمي كله. وهذه الانقباضات هي في الواقع عملية معقدة تنفذ بإشارات عصبية قادمة من مركز البلع في المخ. كما يتأثر البلع أيضًا بأشياء أخرى، فحدوث خلل في أي جزء من أجزاء هذه العملية يؤدي إلى حدوث مشاكل البلع أو ما يسمى بصعوبة البلع.

أسباب صعوبة البلع

كما رأينا تتم عملية البلع من خلال تكامل الجهازين العصبي والعضلي، كما أنها تؤثر وتتأثر بأحوال الجهاز التنفسي أيضًا. لهذا يمكن لعدة أمراض أو خلل في الجهاز العصبي أو العضلات تسبب صعوبة البلع، ومن أمثلة ذلك:

  • حدوث إصابة بالمخ تحديدًا في مركز البلع، فلا تُرسل الإشارات العصبية إلى عضلات البلع بشكل سليم فلا تستطيع الانقباض بالآلية التي تسبب البلع الطبيعي، وغالبًا ما يكون الخلل عصبيا إذا كانت المشكلة في بدء عملة البلع ذاتها.
  • بعض أمراض الجهاز العصبي مثل الشلل الرعاش.
  • حدوث ضرر أو إصابة للمريء.
  • – زيادة سمك المريء عن الطبيعي مما يؤدي إلى ضيقه.
  • عدم قدرة العضلة السفلية للمريء على الارتخاء، مما يؤدي إلى بقاء الطعام لمدة في المريء والشعور بضيق في الصدر.
  • وجود حلقة ضيقة في المريء تمنع الطعام من النزول بشكل طبيعي.
  • وجود ورم أو سرطان في المريء.
  • ارتجاع المريء حيث تصعد أحماض المعدة إلى المريء وقد تصل إلى البلعوم، وتسبب هذه الأحماض الشعور بحرق في الصدر أو ما يسمى الحموضة، كما تسبب أيضًا ضيق في نسيج المريء.

أعراض صعوبة البلع

تطلق صعوبة البلع على مجموعة من الأعراض المختلفة، تندرج تحت هذا المسمى والتي تعيق البلع بشكل سليم. ومن هذه الأعراض:

  • الصعوبة في ابتلاع الطعام.
  • الكحة الشديدة أثناء البلع.
  • الشعور بتوقف الطعام في المريء أو بطء نزول الطعام.
  • الشعور بحرق في منطقة الصدر أو المعدة.
  • ارتداد الطعام سواء إلى الفم أو إلى الأنف مما قد يسبب صعوبة في التنفس أو اختناق.
  • الحموضة.
  • زيادة سيولة اللعاب.

تشخيص صعوبة البلع

في البداية كي يعرف الطبيب السبب الرئيسي في صعوبة البلع، فإن أول ما يجب أن يفعله هو أن يسأل المريض عن طبيعة الأعراض التي يشعر بها ومنذ متى وهو يعاني منها. أيضًا يجب أن يحدد أين تقع المشكلة في عملية البلع، في بدايتها أم أن هناك بطء في نزول الطعام. يسأل المريض هل توجد صعوبة أكبر في ابتلاع السوائل أم لا، ثم يحدد الفحوصات على أساس ذلك. فسيطلب عمل أشعة مثل الأشعة السينية أو الأشعة باستخدام صبغة الباريام، لرؤية إذا كان هناك شيء يسبب ضيق المريء. يمكن أيضًا أن يستخدم المنظار في التشخيص والذي يعطي صورًا حية لما يوجد داخل المريء والمعدة.
وإذا لم يظهر أي ضيق أو مشكلة في البلعوم والمريء فيفضل أن يقوم المريض بعمل أشعة على المخ خاصة إذا ظهر على المريض أعراض أخرى تتعلق بالحركة.

علاج صعوبة البلع

لصعوبة البلع مضاعفات متعبة، خاصةً إذا كانت الحالة شديدة قد يصل الأمر إلى الاختناق أو سوء التغذية الشديد. لذلك من الضروري علاج هذه المشكلة فور الشعور بها. ويتحدد العلاج على حسب السبب الرئيسي في صعوبة البلع: فإن كانت المشكلة في بداية عملية البلع فيكون العلاج بمساعدة طبيب التخاطب ليعلم المريض تقنيات جديدة تساعده على البلع، أما إذا تعسر على المريض البلع نهائيًا فيقوم الطبيب بعمل أنبوبة اصطناعية لإمرار الطعام من خلالها تفاديًا للجزء الذي لا يعمل. وإما إذا كانت المشكلة في المريء نفسه أي بطء وصول الطعام إلى المعدة فيمكن توسيعه باستخدام المنظار أو من خلال العمليات الجراحية. وفي حالة كانت المشكلة في شدة انقباض العضلة السفلية للمريء، فيمكن للطبيب أن يصف أدوية تعمل على ارتخاء هذه العضلة مما يسهل نزول الطعام إلى المعدة. أيضًا يمكن أن يكون العلاج دوائيًا في حالة ارتجاع المريء حيث توصف أدوية تقلل من حموضة إفرازات المعدة.

بعد قراءتك لهذا المقال، إن كنت تتناول الطعام بشكل طبيعي فكن شاكرًا لهذا في كل مرة تبلع فيها طعامك!